اقتباسات من كتاب الطريق إلى السعادة

يحدث أن تؤدي الخطوب التي ألمت بالمرء في طفولته إلى بعض النقائض بينه وبين حب الآخرين له في رجولته. ولعل هذا يصدق بالنسبة للرجل أكثر مما يصدق بالنسبة للنساء. لأن العادة أن النساء ينظرن في الرجال إلى شخصيتهم، بينما ينظر الرجال إلى منظر المرأة.

وهذه الأمثلة الأربعة تصل بنا إلى أربعة قواعد عامة، ينبغي اتباعها حتى يمكن القضاء على الشعور بالاضطهاد وهذه القواعد:

‫ أولًا: تذكر دائمًا أن دوافع السلوك ليست دائمًا ناتجة عن أغراض موضوعية كما يبدو لك

‫ ثانيا: لا تبالغ في تقدير مواهبك.

‫ ثالثا: لا تتوقع من غيرك أن يهتموا بك كما تهتم بنفسك.

‫ رابعا: لا تتصور أن معظم الناس يفكرون فيك لدرجة التفكير في اضطهادك.

--------------------

وهذا هو مفتاح السعادة. أن يتسع ميدان هوايتك بقدر الإمكان. وأن تكون علاقتك مع الأشخاص والأشياء على أساس ودي لا على أساس عدائي.

-------------------

وكثيرًا ما يحدث أن تؤدي الخطوب التي ألمت بالمرء في طفولته إلى بعض النقائض بينه وبين حب الآخرين له في رجولته ولعل هذا يصدق بالنسبة للرجل أكثر مما يصدق بالنسبة للنساء لأن العادة أن النساء ينظرن في الرجال إلى شخصيتهم، بينما ينظر الرجال إلى منظر المرأة ويمكن القول في هذا الصدد أن الرجال أدنى من النساء ، وذلك لأن الصفات التي يميل إليها الرجال في النساء أقل أهمية على وجه العموم من تلك الصفات التي تطلبها النساء في الرجال ولست أدري في الواقع ما إذا كان الأسهل أن يحصل المرء على شخصية حسنة أم على مظهر حسن وعلى كل فإن الخطوات اللازمة لتحقيق المظهر الحسن يسهل على النساء فهمها واتباعها بصورة أيسر من فهم الرجال للخطوات المؤدية إلى اكتمال الشخصية.

------------------------

والرجل السعيد حقًّا هو ذلك الذي لا يعاني مثل هذا الفصام ذلك الرجل الذي لا تنقسم شخصيته على نفسها، ولا يتخذ موقف العداء من العالم، والذي يحس أنه أصبح مواطنًا لجميع البشر في العالم، فهو يأخذ حظه مما أتاح له العالم من متعة، ولا تهدده فكرة الموت، لأنه لن يحس بفاصل بينه وبين من سيأتي بعده. ذلك أن الإنسان يجد السعادة الحقة في هذا الاتحاد الغريزي العميق مع مجرى الحياة.

إن الحياة لا يمكن أن تكون مصدرًا للسأم لذلك الرجل الذي تتيح له الأشياء العابرة مجالًا واسعًا للهواية

والخوف من الرأي العام، ككل أنواع الخوف الأخرى، يعوق النمو والتقدم ولا يستطيع المرء تحقيق أي صورة من صور المجد في ظل هذا الشعور، كما لا يستطيع المرء تحقيق حرية الروح، وهي جزء مكون للسعادة الحقة

الإحساس بالذنب عادة ما يشتد أثره في اللحظات التي تضعف فيها الإرادة الواعية، سواء كان ذلك بسبب الإرهاق، أو المرض، أو العربدة، أو لأي سبب آخر والمعروف أن الشعور الذي يخامر المرء في هذه اللحظات إنما يعبر عن ذاته العليا

ويمكن التغلب على الإرهاب العصبي بهذه الطريقة عينها، وذلك إذا اقتنعنا بأن أعمالنا ليست لها الأهمية الكبيرة التي نتصورها. ثم إن نجاحنا أو فشلنا في تأدية هذه الأعمال لن يكون ذا أثر كبير. حتى المآسي الكبيرة يستطيع الإنسان أن يعيش بعدها.

والحياة السعيدة يجب أن تكون إلى حد كبير حياة هادئة لأن المرح لا يمكن أن يستمر إلا في جو من الهدوء.

الملل الذي يعانيه الناس في المجتمعات الحديثة ترجع أصوله إلى انفصالهم عن حياة الأرض. فإن هذا الانفصال يجعل من الحياة شيئًا حارًّا متربًا، ظامئًا كرحلة الحجاج في الصحراء.

وما الشعور بالسأم إلا رغبة مكبوتة لدى الفرد في أن تتقلب الحوادث، سواء كانت شائقة أو لم تكن كذلك، حتى يستطيع المرء أن يتبين يومه من غده. وعكس معنى السأم ليس السرور بل «الاستثارة».

فاحتساء الخمر مثلًا هو إحدى وسائل الانتحار، والنشوة التي يشعر بها الفرد حينذاك إن هي إلا سعادة مؤقتة، أو هي في حقيقة الأمر لحظة يخف فيها شعور الإنسان بالشقاء.

وحقيقة الأمر أن الراهب لا يحس بالسعادة إلا إذا أَنْسَتْه حياة الدير الرتيبة تفكيره في نفسه.

فإن هذا النوع من الألم ليس مما يحطم جوهر الحياة بالنسبة للفرد، لأن هناك نوعًا واحدًا من الألم من خصائصه أن يفقد الإنسان القدرة على تذوق الحياة، وهو احتقار المرء لنفسه.

أنه كان يبدو لي أحيانا أني امرؤ سيء الحظ للغاية ولكني تعلمت بالتدريج أن أقلل من اهتمامي بنفسي وبنقائصي كما أمكنني أن أتدرب على تركيز اهتمامي في الموضوعات الخارجية، كالموقف الدولي مثلًا، أو في مختلف نواحي المعرفة

إلى أني تبينت الأشياء التي كنت أرغب في تحقيقها رغبة شديدة، وإلى أني تمكنت تدريجيًّا من تحقيق هذه الأشياء كما يرجع إلى أني تمكنت من أن ألغي من نفسي إلغاءً بعض الأشياء التي كنت أتمناها، وذلك بعد أن ثبت أن تحقيقها شي بعيد المنال

بعد أن يأخذ الشراب منهم مأخذه قد بدأوا يصبون اللعنات على اللحظة التي ولدتهم فيها أمهاتهم، ذلك أن الشراب قد أطلق شعورهم بالخطيئة من عنانه،