اقتباسات من كتاب الحقيقة والكتابة

❞ الأشياء بطريقةٍ مختلفة، أو هكذا يُفترض. كل شيءٍ سوف أكتشفه في تلك الرحلة، سيكون مجرد نظرية خارج السياق. ولكن الحقيقة سياقية، إنها ابنة المسار السردي، ووليدة التجربة الحية، وعليهِ فنحنُ، معشرَ القرَّاء، لا نزايدُ عليها، لأنها شيءٌ اختبرناهُ بأنفسنا، من ❝

الكاتب البارع لا يكتبُ عن الحزن، بل يكتبُ الحزن. إنه يكسرُ قلب قارئهِ ويدميه. الكاتب البارع لا يكتبُ عن الحب، بل يذكِّر قارئه بكل حبٍّ في حياته، ويجعله يعشقُ مرة أخرى.

إن الشخصية الروائية هي روح هائمة، وأنت بيتٌ مسكون.

«الجوع يحطُّ من المرء حتى يغدو بلا حول ولا عقل. إنه أشبه بعقابيل61 الإنفلونزا منه بأي شيء آخر. كأن الإنسان تحوَّل إلى إحدى الرخويات. أو أنَّ دمه كله قد فُصِد واستبدِل به ماءٌ دافئ»62.

نحن في شهر آذار والعالم المتدثِّر بالثلج أبيض، إنما ليس ناصع البياض. هنا لا تغدو الدنيا ناصعة البياض أبدًا، مهما تفاقم تساقط الثلج. اللون الأبيض لا ينتصرُ أبدًا على الرغم من أن البحر والسماء يتجمَّدان معًا، والصقيع يخترق أعماق القلب

يقول فلانري أو كونور:

‫ «الحقيقة أن المواد التي يتألف منها الأدب القصصي هي الأكثر تواضعًا. إن الأدب القصصي يتعلق بكل ما هو بشري، ونحن مصنوعون من غبار، وإذا كنت تستنكفُ أن تكون مُغبَّرًا، فعليك ألا تحاول كتابة الأدب، فهو ليس كبيرًا بما يكفي ليليق بك».

يقولون بأنك لا تستطيع رؤية الغابة بسبب الأشجار. إنهم يحذروننا دائمًا من السقوط في شركِ الأشياء الصغيرة، لأن قابليتنا للضياع فيما هو جزئي تحجب عنا رؤية الصورة الكاملة.

ما الذي أحاولُ قوله؟ لأنَّ العالم مليء بأولئك الذين يريدون أن يكتبوا دون أن يكون لديهم ما يقولونه. يفقدُ الوصف فاعليته إذا كانت رؤية الكاتب ضبابية لموضوعه، وكلما ازداد وضوح الصورة في رأسِ كاتبها، سَهُل نقلها إلى القارئ.

وجود مساحاتٍ هادئة من النَّص، يمكن أن يكون ضروريًّا وملحًّا، لإظهار الحدث «الهام والمشوِّق». تمامًا كما يحتاج الرَّسام إلى الظل ليظهر الضوء، ويحتاج الموسيقي إلى الصمت لكي يبرزَ الصوت

غاية الأدب، أحيانًا، هي الإبطاء. أن نقترب من الحادث أكثر، نضع الحدث تحت المجهر، ونسبر أصداءه جميعها: كل خطٍّ درامي على حدة.

ومهمة الكاتب هي أن يستخدم الأدوات التي بحوزته ليستخرج من الأرض أكبر قدرٍ ممكن من الآثار المدفونة

يؤمن كينغ بأن القصص هي أشياء «نعثر عليها»، مثل الأحافير تحت الأرض

يقول إرنستو ساباتو، ولا أعتقد بأن ثمة طريقة ممكنة لجعل النص قابلاً للقراءة جسديًّا وعاطفيًّا، بدون كتابة وصفية ناجحة. إنها المكان الذي نذرفُ فيه الدموع، ونطلق فيه الضحكات، ونشتمُ ونلعن، لأننا نحسد الكاتب على براعته، لأنه سبقنا إلى هذه الجُملة، وجعلنا نرى الأشياء كما لم نفعل قط.

فالرواية هي كذبة، والرواية الجيدة هي الحقيقة داخل الكذبة، كما يقول ستيفن كينغ.

❞ من المهم أن ندرك منذ البدء أننا لا نريد تعريف الحقيقة في إطارٍ فلسفي، بل فهمها في سياقِها الفني، وفهم تأثيرها على ما نمتلكه من أدوات. ليست الحقيقة الروائية شيئًا يمكن البرهنة عليه، إثباته أو نفيه. فالروائيون لا يكتبون الروايات ❝

‫الحقيقة الروائية

‫ «المبدع لا يبدع في سبيل مال، ولا في سبيل مجد، ولا حتى في سبيل خلود. المبدع يبدع في سبيل مبدأ واحد، أعلى من كل مبدأ، هو الحقيقة».

‫ إبراهيم الكوني

"أنا لا أطلب منك أن تصف سُقوط المطر ليلة وصول كبير الملائكة،

أنا أطلب منك أن تجعلني أتبلَّل!

فكِّر في الأمر، أيُّها الكاتب،

ومرَّة واحدة في حياتك، كُن الزَّهرة التي تفوح بدلاً من أن تكون مؤرِّخ العطر".

نقلا عن إدواردو غاليا

عندما نقول بأن القراءة «حياة أخرى نعيشها»، فهذا لأنها تجربة معاشة فعلاً، إنها ضحكات وندوب، صور وروائح وأصوات مطبوعة على جلودنا، من خلال اللغة وحده

ليست فراشات وحسب، بل فراشات صفراء. شيءٌ يراه القارئ بعينِ العقل، على حدِّ تعبير ستيفن كينغ. إنها صورة ترسمُ نفسها ببساطة في أذهاننا بحيث أننا لا نضطر إلى مساءلتها.

«أن تكون روائيًّا هو الإبداع في أن تكون ساذجًا وحساسًا في الوقت نفسه»