اقتباسات من كتاب كيف نتغير والأسباب العشرة لعدم قيامنا بالتغيير

أقول إنه حين يكون لديك أمل فهو أمل بشيء تشعر أنه مفقود في حياتك. وبالتالي يكون الأمل ملفوفًا دائمًا بنوع من التوتر. فالأمل باعتباره مصدر التشوق والتلهف هو الرغبة في شيء تفتقر إليه.‏

الحياة جميلة ومذهلة وعميقة، وهي أيضًا صراع مع البشاعة والفراغ والسطحية. الحياة عبارة عن آراء تتقبل الوجهين، والتغيير مماثل للحياة.‏

ويُشار إلى هذه الظاهرة، أي انفصال الناس عن أنفسهم وعن الآخرين، بمصطلح "الاغتراب"، والذي عرَّفه فروم بأنه "نمط من التجربة الحياتية يتعامل فيه الشخص مع نفسه كأنه غريب"‏

ففي عالم "‏التملُّك‏"، لا تكون فقط موجهًا نحو الحصول على المزيد من الأشياء، ولكن جزء ‏الفعل‏ داخلك (أي كيف تتصرف وكيف تبدو وكيف تقيِّم الأمور)، هو علامة على فائدتك باعتبارك ‏شيئًا‏، أو جهازًا يمكنك من خلاله أنت والآخرين تحقيق الأهداف.‏

والحقيقة أن الفكرة الأكثر أهمية من بين جميع الطرق التي يمكن أن تساعدك بها "الأسباب العشرة لعدم التغيير"، هي: ثبات الحال أمر ينبغي اعتباره أمرًا منطقيًا، ومن خلال اعتباره كذلك، تكون لديك فرصة أكبر للتغيير

ثبات الحال (أي القوة التي توقف بشكل محبط التغيير الإيجابي الذي تحاول القيام به) ليس عدوًا بالفعل لأن معرفة نفسك حقًا تعني معرفة الجزء منك الذي سيجد دائمًا أسبابًا للبقاء على حاله، وكلما عرفت هذا الجزء أكثر، قل احتمال أن تشعر بالهزيمة

وقد يبدو ربط إدمان الهواتف الذكية، أو تنظيم شؤون الحياة، أو إنقاص الوزن، مع أعمق قضايا إنسانيتنا مأخذًا جديًّا للغاية على التغيير ولكن الحياة جدية، فنحن في الواقع نقارب غالبًا القضايا الدقيقة حول التغيير بنوع من الجدية؛ إذ إنّ تلك القضايا موجودة في الخلفية وأمام عقولنا طوال الوقت.‏

قال إنه يجب على الناس أن يحملوا قطعة ورق في كل جيب، وأن يكتبوا على الورقة الأولى "لستُ سوى تراب ورماد"، وأن يكتبوا على الورقة الثانية: "خُلق العالم من أجلي" لأن سر الحياة هو معرفة أن كليهما‏ ‫ ‏صحيح.

لأنه بخلاف الشعور بالذنب (وهو الشعور السيئ الذي ينتابك حين تفعل شيئًا خاطئًا أو غير أخلاقي)، فإن الخزي هو الشعور بوجود أمر تعرض للكسر أو التلوث يتعلق بك بوصفك شخصًا.‏

يقول سَن تسو في كتابه المشهور " ‏فن الحرب"(16)‏: "إذا كنت تعرف نفسك ولكنك لا تعرف عدوك، فإنك ستعاني من هزيمة مقابل كل انتصار تحصل عليه"، والحقيقة أن مقولة سَن تسو تنطبق على النضال من أجل التغيير.

إنك تمثِّل ذلك المصباح في مكتب المعالج: كي تتغير، يجب أن ترغب بالتغيير. ولا ‏يمكنك الوصول إلى التغيير إلا من خلال معرفة أسباب مقاومته.

القيام بتغيير شخصي في حياتك هو اتخاذ قرار والالتزام بهذا القرار، والطريقة الوحيدة لاتخاذ قرار ملزم يمكن أن يؤدي إلى التغيير هي أن تفعل الشيء الإنساني الصعب المتمثل في التمعن بإيجابيات وسلبيات وضعك ‏قبل ‏أن تتصرف

وعلى الرغم من جميع المخاطر المحتملة للبقاء على ذات الحال، وبغض النظر عن المكاسب العديدة التي يمكننا الحصول عليها عن طريق التغيير، فإننا عادة لا نغير سلوكنا ويعلم الله أن السبب ليس نقص المحاولات، فالحقيقة أن محاولة التغيير، والشعور بالذنب لأنّنا لا نحاول جاهدين بما فيه الكفاية، أو التخطيط المحموم للاستراتيجية التالية من أجل المحاولة مرة أخرى، هي أمور تستهلكنا غالبًا. فلماذا يبدو أن كل جهودنا تنتهي بالفشل أكثر من النجاح؟‏

إن الرغبة في بقاء الأوضاع على حالها لا تمنعك فقط من تحقيق تلك الأهداف السلوكية والصحية الكبيرة، مثل المزيد من التمارين أو اتباع نظام غذائي أو التخلي عن عادة خطرة، أو أهداف شخصية أكثر عمقًا في نموك بوصفك إنسانًا.

وأنت حين تخطو باتجاه التغيير، فإنك تخطو أيضًا باتجاه المشاعر والتجارب التي يحاول معظمنا تجنبها؛ أمور عميقة خاصة بالبالغين مثل القلق الذي يثيره إدراكك أنك سيد مصيرك، وفي الوقت ذاته تخطو بعيدًا عن المشاعر والتجارب التي عادة ما نجدها جذابة: مثل الراحة والشعور باليقين والتهرب من المسؤولية ولوم لآخرين وتخفيف آلام الروتين الذي يخدِّرنا.‏

والحقيقة، أنه من بين جميع السلوكيات التي تقوم بها في الحياة، فإن التغيير هو أكثر ما يضعك وجهًا لوجه أمام مسؤوليتك الوحيدة في جعل حياتك تستمر على ما يرام.‏

لا أمل بدون خوف، ولا خوف بدون أمل.‏

‫ "‏باروخ سبينوزا‏"

نعيش الآن في نوع من فقدان الذاكرة الجماعي، حيث لم نعد نرى أنه ليس هناك خيار أكثر إنسانية وأكثر ارتباطًا من خيار بيع وشراء الأشياء، وشراء وبيع أنفسنا باعتبارنا ‏أشياء. ‏وأصبحنا مهووسين في هذا المناخ بما يغلفنا، ومتجاهلين لمحتويات كياننا.

كتاب دا محتوا قيم