اقتباسات من كتاب إخفاق التواصل: كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وكيف نجد الأمل

الصدمة في الطفولة ليست وحدها، وبحدّ ذاتها، السبب في المشكلات الصحيّة، بما في ذلك مشكلات الاكتئاب والقلق النفسي، بل إن إخفاءها هو السبب. إنه عدم الافصاح عن تلك التجربة التي تعتبرها شائنة ومعيبة هو السبب. عندما تغلق عليها في أعماق فكرك فإنها تعظم وتتورّم، والشعور بالخجل والعيب يكبر.

«الناس تريد أن تعمل. كل إنسان يريد أن يعمل. كل شخص يريد أن يشعر بأنه مفيد، وأن لديه هدفًا». ولكن الإهانة وإحكام السيطرة على حرية الموظف في معظم أماكن العمل، يمكنه أن يقمع ذلك الشعور، أو أن يتسبّب في طمسه.

- ولعل هؤلاء المرضى أشبه بمرضى الدكتور جون هايغارت في باث؛ حيث إن قناعتهم بجدوى العلاج جعلتهم يتحسّنون لمدّة قصيرة، قبل أن يعودوا إلى حالتهم السابقة عندما تؤكّد أسباب المرض على استمرار وجودها.

‫ وكشفت تلك المعلومات على حقيقة

التجارب التي أجريت على دواء بروزاك، أعطي الدواء إلى 245 مريضًا، ولكن الشركة لم تنشر سوى نتائج 27 منهم وهؤلاء الأشخاص السبعة والعشرون هم الذين بدا الدواء مفيدًا لهم ‫ عرف آيرفينغ وغاي أنه بوجود تلك الأرقام الحقيقية سيتمكّنان من

السرّ، ولا يتم نشر سوى النتائج المناسبة لتسويق أدويتها وإلى جعل الأدوية المنافسة تبدو غير مجدية يفعلون ذلك للأسباب عينها التي تمنع شركة الدجاج كنتاكي فرايد تشيكنKFC من تسريب أي معلومة تقول إن الدجاج المقلي مضرّ بالصحة ‫ وهذا يُدعى

أوضحت الأرقام أن 25٪ من الذين تماثلوا للشفاء كان شفاؤهم طبيعيًّا و50٪ شفاؤهم نتيجة القناعة التي تولّدت لديهم، و25٪ منهم فقط كان شفاؤهم بفضل فعالية الدواء الكيميائي «نزلت عليّ تلك النتائج نزول الصاعقة!» قال لي آيرفينغ عندما تقابلنا في بيته

سوى ماء مالحة خالية من أيّ مادّة مخدّرة وكان ردّ فعل المرضى كما لو كانوا قد تلقّوا المورفين بالفعل لم يصدر عنهم أي صراخ أو ولولة ولم تبدُ عليهم عوارض الصدمة من شدّة الألم وهكذا نجحت التجربة ‫ تمكّن آيرفينغ

والملفت في الأمر بحسب قول هايغارت، إن القناعة التي تعطيها إلى المريض تكون غالبًا بقدر أهميّة الدواء بالضبط كيف نعلم ذلك؟ لأنك لو استطعت إقناع المريض بفكرة معيّنة ولا شيء غير ذلك -لنقل مثلًا إنك نجحت في إقناعه بأن عظمة

الطفولة ليست وحدها، وبحدّ ذاتها، السبب في المشكلات الصحيّة، بما في ذلك مشكلات الاكتئاب والقلق النفسي، بل إن إخفاءها هو السبب. إنه عدم الافصاح عن تلك التجربة التي تعتبرها شائنة ومعيبة هو السبب. عندما تغلق عليها في أعماق فكرك فإنها تعظم وتتورّم، والشعور بالخجل والعيب يكبر.

إن إقناع المصابين بالاكتئاب بأن كآبتهم كانت ببساطة ودائمًا من فعل أدمغتهم، يشبه إعطاءهم خريطة مزيَّفة - خريطة لن تفيدهم قطّ في مساعيهم إلى تصوّر الأسباب الحقيقية لمشاعرهم الصعبة، ولا إلى إيجاد طريق العودة إلى حالتهم الطبيعية.

الأمر الأخطر في الاكتئاب هو أنها تفرغ منك الرغبة لتعيش الحياة والتجارب بشموليتها وبكامل نكهتها.

لدى كل إنسان إحساس طبيعي بأمر يدعى بيوفيليا Biophilia، وهو حبّ ملازم له منذ لحظة ولادته للمحيط الطبيعي حيث عاش الانسان في الفترة الزمنية الأطول من وجوده، ولشبكة الحياة الطبيعية المحيطة بنا والتي تجعل وجودنا ممكنًا.

لا يحتاج الذين يعانون من البدانة لأن نملي عليهم ماذا يأكلون؛ إنهم على معرفة بذلك أكثر منّا. وهم يحتاجون بالأحرى إلى من يعي لماذا يأكلون بشراهة.

الوجبات السريعة تشوّه أجسامنا. والقيَم التافهة تشوّه نفوسنا وعقولنا.

معنى الشعور بالوحدة ليس غياب الآخرين الجسدي من حولك، قال جون، بل الإحساس بأنك لست مشاركًا في أمر مهمّ مع أيّ شخصٍ آخر. لو كنت محاطًا بالكثيرين … ولكنهم لا يشاركونك في أمر يعنيك حقًّا، فسيخالجك الشعور بالوحدة.

عندما تكون الوحدة طويلة الأمد، فإنها تجعلك تنغلق على نفسك اجتماعيًّا فتصبح أكثر ريبة بشأن كل تواصل اجتماعي. هذا يعني أنك تصبح مفرطًا في الحذر. وتصبح ميّالًا للإحساس بالإهانة حيث لا وجود لنيّة في إهانتك؛ وتصبح بالتالي متوجّسًا أو خائفًا…

الوحدة مسؤولة عن جزء كبير من حالات الاكتئاب والقلق النفسي الشديد التي يعاني منها مجتمعنا.

إن شعورك العميق بالوحدة له تأثير ضاغط عليك يساوي تأثير تعرّضك للتعدّي بالضرب من قبل شخص غريب.

الشعور بالوحدة يرفع مستوى هورمون الكورتيزول بشكل كبير جدًّا - بالقدر ذاته الذي ترفعه أكثر الأمور المزعجة التي قد تحدث لك. وجد الاختبار أن شعورك بالوحدة الشديدة يسيء إليك بقدر ما يسيء إليك تعرّضك لهجوم جسدي.

مسبّبات الضغط النفسي لا تكمن في ضخامة المسؤولية التي تلقى على عاتق الموظف، بل في أن يكون مجبَرًا على القيام بعمل روتيني ومملّ، ومدمّر لروحه؛ وفي كونه يموت قليلًا في كل يوم عمل، لأن عمله لا يلمس صميم كيانه.