اقتباسات من رواية يوميات طائر الزنبرك 1 و 2

يا بنيّ، عليك أن تنفق أموالَكَ على الأشياء التي يستطيع المالُ أن يشتريها ولا تقلقْ بعد ذلك من الربح والخسارة. طاقتُكَ هذه وفِّرْها للأشياء التي لا يمكن أن يشتريها المالُ».

ما نراه أمامنا ما هو إلاَّ جزء ضئيل من العالم. نظنُّ دائمًا أنَّ هذا هو العالم، لكنَّ هذا ليس صحيحًا على الإطلاق. العالم الحقيقيّ مكان أكثر عمقًا وظلمةً من هذا

جاهدتُ كي أحافظ على ابتسامتي، حتى في أشدِّ أوقات الألم. ألزمتُ نفسي بأن أبدو هادئةً دائمًا، حتى حين يشتدّ الألمُ إلى درجةٍ تمنعني من الوقوف. البكاء والشكوى لا يخفِّفان الألمَ، بل يُضيفان تعاسةً إلى تعاستي. لذلك أحبَّني الناس، إذ رأوني فتاةً هادئةً حسنةَ الطباع. نِلتُ ثقةَ الكبار وصداقةَ الصغار من سنِّي. لولا الألم لربَّما عشتُ حياةً مُثلى. لكنَّه كان دائمًا موجودًا. مثلَ ظِلِّي. لو نسيتُ أمرَه لحظةً، يعود فينقضّ على جزءٍ آخرَ من جسدي.

‫ هل يمكن حقًّا أن يَفهم الإنسانُ إنسانًا آخر فهمًا كاملاً؟

‫ بمقدورنا أن نُنفق وقتًا طائلاً، وطاقةً هائلة، في محاولات جادَّة لمعرفة شخصٍ آخر، ولكنْ في نهاية المطاف إلى أيّ حدٍّ يُمْكننا أن نقتربَ من جوهره؟ نستمرئ أن نُقْنع أنفسَنا بأنَّنا نعرف الآخر حقَّ المعرفة، ولكنْ هل نعرف شيئًا مهمًّا عن أيٍّ كان؟

كنَّا صغيرَيْن، غير جاهزيْن للأبوَّة والأمومة. كان كلٌّ منَّا بحاجةٍ إلى وقتٍ لنا. كان علينا أن نؤسِّس حياتنا

أغلبُ الناس يضربون صفحًا عمَّا يقع خارج حدود فهمهم، ويعدُّونه من ضروب العبث الذي لا يستحقّ مجرَّد التفكير

تشيخُ الذكرياتُ والأفكار، مثل البشر، غير أنَّ ثمَّة أفكارًا لا تشيخ البتَّة، وذكرياتٍ لا يمكن أن تتلاشى.

❞ «حين أجد الشخصَ المناسب، أعطيه مبلغًا كبيرًا في يده وأطلب منه أن يُظهر قدراتِه الفائقة. يا بنيّ، عليك أن تنفق أموالَكَ على الأشياء التي يستطيع المالُ أن يشتريها ولا تقلقْ بعد ذلك من الربح والخسارة. طاقتُكَ هذه وفِّرْها للأشياء ❝

❞ أمَّا الذي جعلني أبدأ في التفكير فكان أمرًا تافهًا، تمامًا كما تنشأ الأشياءُ الأهمُّ في هذا العالم من بدايات صغيرة ❝

مجرَّد طرفيْن يقتل أحدهما الآخر. أمَّا مْن يُداس عليهم فهم المزارعون المساكين، أولئك الذين لا يعرفون شيئًا في السياسة أو الأيديولوجيا. فلا شأن لهم بالحزب القوميّ ولا المارشال تشانغ ولا جيش الطريق

فالوقتُ كفيلٌ باستخراج السمّ من معظم الأشياء.

«حين ينبغي لك أن تصعد، ابحثْ عن أعلى برجٍ وتسلَّقْه حتى تبلغ قمَّته. وحين ينبغي لك أن تنزل، ابحثْ عن أعمق بئر وانزلْ حتى تبلغ قاعَها»

فلا شيء يستهلك المرءَ مثلَ جهدٍ لا معنى له.

بمقدورنا أن نُنفق وقتًا طائلاً، وطاقةً هائلة، في محاولات جادَّة لمعرفة شخصٍ آخر، ولكنْ في نهاية المطاف إلى أيّ حدٍّ يُمْكننا أن نقتربَ من جوهره؟ نستمرئ أن نُقْنع أنفسَنا بأنَّنا نعرف الآخر حقَّ المعرفة، ولكنْ هل نعرف شيئًا مهمًّا عن

الصفحة الأولى من الرسالة كانت مليئةً بحشو الكلام من تحايا مطوَّلة، وشكرٍ على استقباله في منزلي، واعتذارٍ عن إطالته في سرد قصصه من المؤكَّد أنَّ الملازم ماميا يُجيد آدابَ الكلام والمجاملات الاجتماعيَّة؛ فهو ينتمي إلى عصرٍ كانت تُعتبر فيه هذه

لكنَّني بصراحة وبساطة توقَّفتُ منذ تلك اللحظة عن الشعور بشيء في صميم قلبي، مهما كانت التجربةُ التي أمرُّ بها. حتى في مواجهة الدبَّابات السوڤييتيَّة المرعبة، وحتى حين فقدتُ يدي،

كان قادرًا على تقديمها بطريقةٍ تجعلك تقتنع أنّ المشكلة في فهمك أنت.

‫ «الطائر الذي يلفّ الزنبرك. كلَّ صباح. على قمم الأشجار. يلفّ زنبركَ العالم. هكذا: كريييييك».

ما أغربَنا نحن البشر، فكلُّ ما على المرء أن يفعلَه هو أن يبقى ساكنًا عشرَ دقائق فقط، وسوف يرى هذا التنوُّع المدهش من الرماديَّات.

على التلفاز كان أستاذ جامعيّ يقول إنَّ فوضى الناس في استخدام قواعد اللغة اليابانيَّة يتوافق مع الفوضى في أنماط حياتهم.