اقتباسات من رواية آيات عاشق : نشوة الطلياني البيرتينو فيرو

‫ ‏لم أعُد أُكذِّب شيئًا، ولا أندهش من شيء ما رأيت من العجائب والغرائب، جعلني أتقبَّل كل ما لا أراه بصرتُ بما لا تصدقه الأسماع، وسمعت ما لا تدركه الأعين الرحلات بوابات الدهشة، والترحال أعمارٌ فوق العمر وتجارب لا تنتهي تعلمت أن أضيف لعمري أعمار مَنْ مررت بهم، وأخزن في خبرتي تجارب المدن والبحار والصحراوات والجبال والأرض الخضراء التقيت بشرًا غرباء، يفعلون ما لا يمكن أن أقبله، لكني قبلته وبالتكرار، قلت لنفسي لعَّلهم مصيبون وأنا على خطأ سهرت مع الجِنّ، واقتربت من الغيلان، وهربت من أقوامٍ على غير خلقتنا، وخاطبتني الكهوف في شتاءٍ بلا شمس. خبَرت السحر وعاشرت سَحَرةً يركبون السحاب ويمشون على الماء ويشعلون النيران بمجرد الإشارة، ودلَّتني على مصيري عرافةٌ بالإسكندرية. عشت كالأمراء وذقت مرارة العبودية.

مضت الشمس بلا استئذان، وتركت للحالمين بقايا من لونها الأحمر، تشدو به الآفاق.‏

قيل: إن البشر الخائفين تكسوهم رائحة فزع، تسري تُعدي كل من يقترب منهم، الخوف مرض، طاعون، وباء، إذا ما حل بالمدينة فعلى الأرض ظلم وبالناس حسرة. لو لم تعلن غُدة الغزال راية الخوف لما تمكَّن منها سبعٌ جائع. ‏

الخوف علم الناس القسوة، والبِطالَة باب لألسنةٍ لا تقف عند حد. العساكر لم يتركوا بابَ رزقٍ للناس إلا زاحموهم فيه ودفعوهم عنه. ‏

الخوف فأر صغير لو لمح في أسوار قوتنا ثقبًا تسلل وسكن القلب.‏

علمتني الرحلات أن ابتغاء السلامة موصول بالسكوت عما لا أؤمن به وتجنب الجدل فيما يعتقد الناس. ‏

الحقيقة خطر، الحقيقة غزالة شاردة في البرِّية ويترقَّبها ألفُ سبع وغول وجندي. ‏

مُحزنٌ أن نعرف الحق، ثم نخاف أن نُهديه لأبنائنا، في الزمن الخَشِن تكون المعرفة حزنًا والحقيقة مخيفة، لو علمنا أبناءنا الحق جعلناهم فرائس مغرية للغول القبيح. ‏

‏غريبٌ تكرار أحلامنا، كأنها الحقيقة الجليَّةُ ونهاراتِنا الوهمُ الزائف.‏

حين تعجز عن كل حيلة، تهطل السماء بالحل، أو تنشقُّ الأرض بالدهشة.‏

‏بغير الحرية، كل الفضاءات ضيقة.

‏بغير الحرية، كل الفضاءات ضيقة.

‏بغير الحرية، كل الفضاءات ضيقة.

‏بغير الحرية، كل الفضاءات ضيقة.

في زمن الخوف تتوارى الأشياء الجميلة داخلنا، ويقعد فوق جباهنا جبن وينام مستريحًا.‏

في زمن الخوف تتوارى الأشياء الجميلة داخلنا، ويقعد فوق جباهنا جبن وينام مستريحًا.‏

‫ ‏الوطن رحيب لولا الظلم.

الخائفون تنفعهم العصا ويصلح لحكمهم حديدٌ ونار. يجب على الجميع أن يظلوا خائفين لا همَّ لهم إلا السلامة، ولا همَّة إلا السعي وراء خبز يُسكِّن الجوع.‏

الخائفون تنفعهم العصا ويصلح لحكمهم حديدٌ ونار. يجب على الجميع أن يظلوا خائفين لا همَّ لهم إلا السلامة، ولا همَّة إلا السعي وراء خبز يُسكِّن الجوع.‏

لكن الأيام القاسية فرضت تساؤلات الشباب المتحمسين: "لا أقل من أن نقاوم، نثور، نتمرد، نرفض سَوْقنا للذبح مثل النعاج". رد كبار العائلة ممن يدَّعون الحكمة: "قوتنا في وداعتنا، سيف السلام أمضى من كل سلاح، مقاومة الجيوش كخبط الرأس في الحائط. الريح لا تقتلع من يداريها وينتظر مرورها".‏