اقتباسات من رواية جريمة تفجير الأولمبياد : سلسلة أنيكا بنجستون 1

هل يتصف الرجال أصحاب السلطة بهذا الكم من الحساسية والسذاجة حقًّا؟ لم يختلف الرجال أصحاب السلطة عن الآخرين كثيرًا. يشعرون أنهم على أعتاب كارثة متى فقدوا وظيفتهم أو أي شيء يهتمون بأمره. لا يتصرف الشخص الذي يمر بكارثة أو ضغوطات بطريقة عقلانية مهما كان منصبه.

تساءلت منذ ذلك اليوم عما يجعل الشخص حيًّا. يتكون وعينا من مواد فردية وموجات كهربائية. إن تفكيري في هذا الصبي المصاب بالصرع حتى يومنا هذا يعني أنه ما زال بيننا. يعيش ذلك الصبي فيما نسميه واقعنا بصورة مختلفة في أفكاري وليس بالشكل الذي خُلق به من قبل.

كانت في غاية الذكاء، ولكن لم يقدِّر أحد ذكاءها. لم يعاملها الناس من حولها بالطريقة التي تستحقها، ولذلك قابلت جفاءهم بمنتهى البرود والانعزال عن الحياة.

تترك الكثير من النساء الخدمة مبكرًا، حتى لو كن متطوعات. إحدى مشكلاتهن الرئيسة هي التعامل مع زملائهن الرجال. تعاني المديرات السيدات مخاطر صحية حادة بخاصة إذا كن تحت ضغط بسبب زملائهن

صدر تقرير ضخم حديثًا. تشير تحقيقات كثيرة إلى أن النساء اللاتي يعملن في مهن الرجال يقابلن أصعب التحديات. يتعرضن للتنمر، والتحرش الجنسي أكثر من أي مجموعة تعمل في مجالات أخرى سواء ذكر أو أنثى. أظهر بحث صادر عن قسم الدراسات البحرية لجامعة “شالمش” للتكنولوجيا في “جوتنبيرج” أن أربعًا من كل خمس بحَّارات نساء يتعرضن للتنمر بسبب جنسهن.

سألت “أنيكا” زوجها قائلة:

‫ - وجدت الأمور صعبة في بداية توليك منصبك في الجمعية، أليس كذلك؟

‫ وضع “توماس” الجريدة جانبًا ثم أغلق التليفزيون وفتح ذراعيه لـ”أنيكا” ثم ناداها قائلًا:

‫ - تعالي إلى هنا.

أن تكون امرأة هو أن تكون حزمة من الإعاقات تمشي على الأرض.

زاد شعوري بالطمأنينة بمرور الأعوام. أدركت في نهاية الأمر أنه لا يهم وجود مغزى للحياة. ولا يوجد هدف من معرفتي هذا المغزى الآن، إن وجد. لو كانت هناك أجوبة لأسئلتي لكنت عرفتها الآن، ولكنها غير موجودة، لذا لا يهمني معرفتها حتى ولو كنت أفكر بها كثيرًا.

‫ وبمجرد وصولي إلى هذا الاستنتاج، شعرت بالحرية نوعًا ما.

أدركت أنه من المنطقي أن تكون الحياة دون معنى، مما أغضبني وأحزنني كثيرًا. فلو لم يكن لحياتنا مغزى؛ إذًا ففكرة وجودنا مجرد تجربة ساخرة. لا بدَّ أن أحدهم قد وضعنا هنا على سطح الأرض ليحلل الطريقة التي نحارب، ونقاوم، ونعاني، ونصارع بها.

كنت شابة في مقتبل رحلتي في البحث عن إجابات لما يحدث في الحياة؛ أستنتج النظريات وأختبرها في رأسي بطرائق عديدة. أُؤمن بفكرة أنني لم أُخلق في هذه الدنيا عشوائيًّا؛ هناك من خلقني. لم أملك أدنى فكرة عن هوية خالقي. هل هي مصادفة، قدر، تطوُّر، أو حتى الرب؟

كان السائق غاضبًا بسبب شيء ما نشرته الجريدة وظل يتحدث عن المسؤولية الصحفية وحكم الأفراد المطلق. قالت له “أنيكا” وهي تميل برأسها إلى الوراء وقد أغمضت عينيها:

⁠‫- تحدث إلى أحد المحررين الصحفيين، أنا أنظف السلالم فقط.

استمعت إلى الثناء، ولكنها لم تستمتع به؛ لا يمكنها أن تستمتع به. تخاف لو سمحت لنفسها بذلك أن يضيع منها السحر الذي يجعل من كتاباتها ناجحة.