اقتباسات من كتاب يوم حزن النبي

وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى الله مَتَابًا (٧١) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أعينٍ واجعلنا للمتقين إماما

وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا (٦٧) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

اقرأ في صفة عباد الله ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (٦٣) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (٦٤) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا

وفارق من عُلِم نفاقه بين العامة ولو حوى جميع علوم الدين والدنيا، فما العلم إن لم يتق العبد ربه؟! ‫ أو كما قال ﷺ «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ» فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟ قالَ: فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.

قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أَدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ، قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟ قالَ: فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أَنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ.

وعليك أن تعرف منهم الخير فتشكره والشر فتنكره- قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا.

قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ -كدرٌ غير صافٍ ولا خالص- قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ -لا يستنون بسنة النبي، وفيهم خلطٌ بين الأمور، فترى منهم أشياء موافقة للشرع وأشياء مخالفة له

القليب وهي الحفرة التي حفرها المسلمون ليُلقوا فيها من هلك من كفار قريش، فلما وُضعوا قال ﷺ «وأُتْبِعَ أصْحَابُ القَلِيبِ لَعْنَةً»؛ الله أتبعهم لعنة، فكما أنهم مقتولون في الدنيا. هم مطرودون في الآخرة من رحمة الله عز وجل.

عَلَيْكَ بعَمْرِو بنِ هِشَامٍ، وعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ، وأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وعُقْبَةَ بنِ أبِي مُعَيْطٍ، وعُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ ‫ قَالَ عبدُ اللَّهِ بن مسعود: فَوَاللَّهِ لقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَومَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إلى القَلِيبِ، قَلِيبِ بدر

-والجزور من الإبل ما يُقطع، والفرث ما في بطن الإبل من القذارة، والسلا هو أمعاؤها- فَانْبَعَثَ أشْقَاهُمْ، فَلَمَّا سَجَدَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ وضَعَهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ، وثَبَتَ النبيُّ ﷺ سَاجِدًا، فَضَحِكُوا حتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ مِنَ الضَّحِكِ، فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إلى فاطمة-عليها السلام

ففعل عقبة، فقال له رسول الله ﷺ «إن وجدتك خارجًا من جبال مكة أضرب عنقك صبرًا» ‫ اختار عقبة ظلَ كاذبٍ ورضاه ساعة من دنيا تفنى ويفنى نعيمها، ويبقى بعدها هو وصاحبه في عذاب وندم إلا ما لا نهاية.

‫ لكن أبو جهل لم يكن ليترك هذا الأمر ليمُر بين العقول حتى تفتنها عن دين آباءها الباطل أصله ‫.

أبو سفيان لم يكن بنفس كبر أبو جهل، ولم يكن مندفعًا في الكذب، حتى لم يكذب على نفسه بالكلية فأجاب عندما سأله الأخنس: والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء لا أعرفها ولا أعرف ما يراد بها

ﷺ لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما «يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ الله يحفَظكَ، احفَظِ الله تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ الله، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشئٍ قد كتبه الله لك...

حديثٍ كلنا يعرفه، يقول رسول الله ﷺ «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».

‫ فالمنافق تعرفه إذا حدّث بحديثِ كذب ليُضحكك، أو ينجو بنفسه.

وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ الله وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (١٠٨)﴾ (النساء)، يظنون أنهم أفلتوا من الله كما يفلتون من الناس، ويقولون نحن المصلحون ﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (١٢)﴾

﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (١٤٦)﴾ (الأعراف).

﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (٩٢)﴾ (الأعراف).

‫ الفكرة ليست في جهلهم بطريق الخير، ربما هم يعرفونه، فقد أتتهم الرسل ودعاهم الله إلى صراطه، لكنهم اختاروا بكبرهم

﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (٦٤)﴾ (الأعراف).

‫ والأعجب هو الغارق في نعم الله لا يؤدي شكرها، أعطاه الله الصحة والقدرة الجسدية فلا يستخدمها سوى في سوء وحرام.

﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (٥٤)﴾ (الأنفال).

﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(١٣٧)﴾ (آل عمران)، ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(١١)﴾ (الأنعام)