حين أتسامح مع الآخرين فأنا لا أمنحهم أيّ شيء، لكنّني أمنح لنفسي أهمّ ما تطلبه النفس من الإنسان، السلام الداخلي، الأتاراكسيا بلغة الفلاسفة اليونانيين والفلاسفة الرومانيين، أو الطمأنينة كما يمكننا القول بلسان عربي مبين.
الوجود والعزاء > اقتباسات من كتاب الوجود والعزاء
اقتباسات من كتاب الوجود والعزاء
اقتباسات ومقتطفات من كتاب الوجود والعزاء أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
الوجود والعزاء
اقتباسات
-
والحقّ يقال، من عادتنا ألّا ندرك قيمة الأشياء التي نملكها إلّا بعد فقدانها، وألّا نشعر بأهمية المتع التي في حوزتنا إلّا بعد فواتها، وكثيرًا ما تكون الأشياء الأكثر «تفاهة» هي الأكثر «نفاسة» فلا ننتبه إليها إلا بعد ضياعها.
إنّها معضلة الرغبة من حيث هي عوز بالمعنى الأفلاطوني ولعلها إحدى معضلات الوضع البشري، لذلك نحتاج بين الفينة والأخرى إلى الفقدان المؤقت لأشيائنا حتى نستردّ القدرة على الاستمتاع بها وقت استرجاعها ولأجل ذلك تحمل لحظات الفقد دروسًا أساسية في فن الحياة.
مشاركة من إخلاص -
عندما يحلّ مساء الحياة في آخر العمر، ويحل الموسم لكي تسقط ثمرتنا الناضجة، فلا ننسى وقتها أننا كنا محظوظين ببلوغ مرحلة الشيخوخة، وأننا خلاف كثيرين غيرنا، لم نُنتزع من الحياة بقسوة مثلما تُقتطف الثمرات الفِجَّةُ، غيرُ الناضجةِ، بل سقطنا لأننا نضجنا بما يكفي لكي نسقط، وهكذا يقول شيشرون: «يحدث للثمرات أن تسقط بسبب نضجها» (الشيخوخة).
مشاركة من هيباتيا -
يجب أن نعيش كل إخفاق من إخفاقاتنا باعتباره مجرّد إخفاق في لعبة من بين الألعاب الكثيرة التي تؤلف نسيج الحياة، وبعد ذلك كله بوسعنا أن نتعلّم كيف نستعد لمفارقة الحياة عندما ينتهي الأجل المحتوم كما لو أننا نلعب في الزمن بدل الضائع، أو حتى الدقيقة الأخيرة، تمامًا مثلما كان يفعل الحكماء الملهمون.
مشاركة من هيباتيا -
لن تكون اللحظة السرية لسعادة سيزيف كما افترض ألبير كامو، سوى اللحظة التي يتصالح فيها مع يأسه المطلق ويقطع كل أمل من كل الأسئلة المتعلّقة بمعنى الحياة، وغاية التاريخ، وجدوى الوجود، فيدرك أنه يلعب من أجل لا شيء، يلعب بلا مرمى، غير أنه يلعب، وهذا هو المهم.
مشاركة من هيباتيا -
علينا أن نتمرّن على اعتبار الحياة مجرّد لعبة لا نفتش فيها عن الجدوى، بحيث نسعى إلى النجاح بالفعل غير أننا لا نعتبر النجاح سوى لعبة مسلية، نسعى إلى التفوق بالفعل غير أننا لا نعتبر التفوق سوى لعبة مسلية، نسعى إلى الانتصار في كل المعارك التي نضطر إلى خوضها لكننا نعتبر ذلك كلّه مجرّد لعبة مسلية، نسعى إلى امتلاك المعرفة في كل المجالات التي نختارها غير أننا نتعامل مع الأمر باعتباره لعبة لا تخلو من تسلية وتشويق وأما حين لا تمنحنا اللعبة أي قدر من الفرح، فهذا لا يدل سوى على أن اللعبة لا تناسبنا ولا تلبي حاجتنا إلى النمو والاعتراف،
مشاركة من هيباتيا -
سيزيف سيشعر بالسعادة في اللحظة التي يغير فيها وجهة نظره في المسار الذي يتحرك فيه صعودًا وهبوطًا، فينظر إليه باعتباره لعبة هي حياته، وبالتالي عندما تسقط منه الصخرة سيعتبر إعادة المحاولة مجرّد استمرار في اللعبة نفسها. ونحن نعرف أن الإنسان مستعد للتكرار في أثناء اللعب ولو كان ذلك من دون جدوى. هنا نفهم كيف تكون السعادة واللاجدوى أمرينِ لا ينفصلان، بحسب تعبير كامو (أسطورة سيزيف).
مشاركة من هيباتيا -
لا يكمن الشقاء الفعلي في عدم القدرة على تحمّل المشقة، بل يكمن الشقاء الفعلي في عدم القدرة على تحمّل الشقاء حين يتقاعد أو يمرض أو يعجز، وعدم القدرة على تحمّل أن تكون المشقّة من أجل لا شيء. وهذا أيضًا ينطبق على الذي كانت صخرته أقل شقاءً، فجمع ما يساعده على حياة مرفّهة في مرحلة التقاعد. ذلك أن مجرّد إنزال الصخرة يملأ حياته بالفراغ، وهذا أصعب ما في الحياة. وكل إنسان يصل إلى لحظة الفراغ هو الشقيّ والبائس، وليس سيزيف الذي لم يتخلَّ عن صخرته.
مشاركة من هيباتيا -
الحياة الجيّدة - لكي أشرح - لا تعني رغد العيش، بل تعني القدرة على الاستمتاع بالحياة بحسب إبيقور، والقدرة على تحقيق النمو بحسب سبينوزا، والقدرة على العيش بكثافة وعنفوان بحسب نيتشه، إلخ. غير أن المتعة الإبيقورية هي القدرة أيضًا على الاستمتاع بالقليل والبسيط، وأن النمو السبينوزي هو القدرة أيضًا على النمو ببطء وهدوء، وأن العنفوان النيتشوي هو القدرة أيضًا على الصبر والتحمّل، وبالجملة، يتمثّل المعنى الحقيقي للقدرة في القدرة على التحكّم بالقدرة، حتى لا تتعرّض للاستنزاف. هنا بالذات يكمن معنى القدرة على عيش الحياة.
مشاركة من هيباتيا -
لا يجب انتظار أن تنتهي الأمور على نحو جيّد كما تبشّرنا الأيديولوجيات الخلاصية، طالما لا تأتي الوقائع وفق التوقّعات، ولا تأتي المآلات وفق الآمال، وقد لا يوجد في نهاية النفق ضوء بالضرورة. ذلك أن قانون الحوادث لا يقوم في الواقع سوى على مبادئ اللاتوقّع، وعدم اليقين، وانعدام الأمان، وبالتالي خليقٌ بِرِهاناتِنا أن تكون مرنة وحذرة إلى أبعد الحدود الممكنة
مشاركة من هيباتيا -
غير أن للخيبة وجهًا خلّاقًا يتجلّى في أننا نصبح أكثر رفضًا للمأساة حين ندرك أن الخيبة مجرّد عبث بلا معنى. لذلك أيضًا تمثّل الخيبة أرضية صلبة لقيم التسامح والرحمة والتعاطف والمحبة، وبالتالي سيكون فلاسفة الخيبة في التاريخ هم أيضًا فلاسفة التسامح والرحمة والتعاطف والمحبة.
مشاركة من هيباتيا -
يكون الرد على الفواجع بالحكمة والعزاء، ويكون الرد على الكراهية بالمحبة والجمال، ويكون الرد على القساوة بالرحمة والتضامن، ويكون الرد على الخيبة الجذرية بالفلسفة العملية. على أن هذه الردود كلّها لا تنشد الخلاص أو النجاة، بل كل ما تنشده هو القدرة على العيش في عصر خيبات الأمل.
مشاركة من إخلاص
السابق | 1 | التالي |