اقتباسات من كتاب أريدك بخير كي أعبر الشارع مطمئناً

أخافُ عليكِ من اختفائك خلف((صباح الخير)) التي أُسرفُ ليلي كله مُفكراً بطريقةِ نطقٍ مناسبةٍ لها، من جهلي بكِ طوال ما مضى، من معرفتي بكِ في لحظةٍ لا تجيء، من تحولنا إلى حكمةٍ في لسان العدم.

صادق مجبل

أريدك بخير كي اعبر الشارع مطمئناً

أصبحتُ أدرك أن أجمل ما في سماء روحي نجمتُكِ التي تضيءُ، ولا أصلُ إليها، وأقسى ما يضيء حياتكِ هي شمعتي التي تَحتَرِقُ ولا ترينها.

ماذا يَودُّ الوَحِيدونَ مِثْلي وَمِثلَكَ، غَيْرَ اِرْتِكَابِ المُرورِ؟

نَطيرُ قَرِيباً إلى آخر العمرِ ولا تَذّكُرنا اللافتاتُ، كما الرِّيح نَطْبعُ في العابرينَ اِنْتِشاءَ الحقول وننسى العبث.

تَنْقصنا حكْمَةٌ في أعالي الحِكاية ومسافة أطول من الَّتي بَيننا، ينقصنا صمت أعمق،

وَالعُمْرُ يَقْطِرُ مِنْ ثِقوبٍ في الأبدْ

وَالعُمْرُ يَقْطِرُ مِنْ ثِقوبٍ في الأبدْ

تبرقُ في عين الحارس الليليّ

‫ نوايا البعيدين

‫ وكأنّ سكان الأرض لديهم حلمٌ واحد؛

‫ كيف أستعيد سنةً نسيتُها

‫ في عمرٍ لم يبدأ

الوصايا المضحكة

‫ الوعودُ الفتيّة كغصن

‫ الذكريات والحجارة

‫ الجريدة وشواهد القبور

‫ كلّها فارغة

‫ إلّا من قوس خفيّ

‫ أنّكَ لم تغادر كذبة العالم..

صرْتُ الجُملة التي لا يهجسُ بها الشّعراء

‫ والفتى الذي لا يرى في الدرب سوى المتاهة

بطُهرِكِ الّذي حَوّلَ تصادمَ الأيّامِ في عمري إلى نهرٍ من الطُّمأنينة، وروحي إلى شلالِ خوفٍ بريءٍ خالٍ من الانتظارات المُمِلّة والمُصادفات الّتي لا ميثاق لها.

‫ بكلِّ هذا عرفتُكِ دعاءً يُردَدُ، فأكفّ عن البكاء دون أن أفهمه، وكلمةً تدلّني على أبواب المُراد.

لَمْ يَكُنْ عُمرُنا غَيْرَ ذاك التأمل في نَدَمِ الطَّرِيق.

نَتّكئُ على الرِّيحِ فنضِلَّ الوصولَ

‫ بَيْنَما نَرْكُضُ نَنْظُرُ إِلى هذا الكوكب

‫ نَهْرٌ كبيرٌ يَمْتَلِئ بالعَطَشِ.

‫ والغَريبُ الّذي يَجْلِسُ في هامِشِ التَّفسيرِ؛ أنا

‫ لا تقْنعهُ نبُوءَةٌ ولا ينصتُ لِنَدَمِ الشَّجرة

‫ مُدْرِكاً أنَّ العالمَ لَمْ يَبْدأ بعد…

النهايةُ الخوفُ الّذي يهدِّئُهُ يقينُ الْغِيَابِ

‫ وَتُقَدِّسه الانْتِظارات.

‫ أؤجلُ حياتي كثيراً لأنكِ تسيرين في ممرّ روحي غائبةً عن الوعي.

وحدي أسيرُ

‫ بشارعٍ للميتينَ مفتشاً

‫ فلرُبَّ رأسٍ قَدْ يُناسبُ جُثَتي

أصبحتُ أدرك أن أجمل ما في سماء روحي نجمتُكِ التي تضيءُ، ولا أصلُ إليها، وأقسى ما يضيء حياتكِ هي شمعتي التي تَحتَرِقُ ولا ترينها.