اقتباسات من رواية يحدث ليلاً في الغرفة المغلقة: مستوحاة من أحداث حقيقية

أحمد جوهر

‫ سمر موسى

‫ أمينة أبا يزيد

‫ إبراهيم أبا يزيد

‫ أحمد حمدى

‫ شيرين إدريس



‫ (1) سورة البقرة - الآية ٢٥٥.

وقولى دايمًا «اللهم افتح لي خزائن فضلك، وأبواب رحمتك، وامنحنى مواهب بِرك، وواسع نُعماك، وأكرمنى بما أكرمت به أحبابك يا حى يا قيوم» ‫ - اللهم آمين ‫ ودعت الشيخ في سلام نفسي لم أعهده من قبل، واستقبلت اتصال مازن .

نفسي أرتاح، أنا كاتمة في نفسي بقالى كتير، ومحدش حاسس بيا، نفسي أرتاح خالص بقى حتى لو هموت بس أرتاح.

‫ - بعد الشر عليكي، إيه الكلام ده!

‫ - الموت مش شر يا عماد، الموت راحة أبدية وسلام.

تسافروا من بلد لبلد من غير اذن أهاليكم؟ ده لا أدب ولا دين ولا تربية تقول كده! أخص عليكم. دى آخرة الأمانة؟ ولمين؟ لدجال! ‫ لقد أنبت نفسي وعنفتها بما يكفي ولم أكن أستطيع تحمل المزيد فتركتهم جميعا دون استئذان .

أغضبت رب العالمين بلجوئي إلى ساحر مشعوذ، وسفري دون علم أهلي رغم ثقتهم بي، فلو أن مكروها أصابني تلك الليلة لكان اختفائي غامضًا، نعم لقد أخطأت ولابد أن أتطهر الآن وأصلح ما أفسدته، فاعترفت باكية ‫ - لأ مش هو ده بالضبط

حد يسيب الجامعات الخاصة ويروح لتعليم الحكومة؟

وجهي مصبوغ باللون الأصفر والأسود معا، لم أستحم منذ أن إحتدت الأحداث في الشقة، لم أكن أجرؤ لأفعلها، عيناى زائغتان شاردتان طوال الوقت، لم أكن أعير أي شيء أي انتباه فقد كنت دائمة التفكير فيما حدث.

أنا عمر الشافعي. إنتي تنزلي من ورايا يا ياسمين؟ إنتي فاكرة إني مش هعرف؟ الفيلم ده تشغليه لحد تاني. قال جن وعفاريت قال؟ ‫ لم تجيبه ياسمين، كأنه لم يأتِ من الأساس، نظر جميع من سمعوا حديثه بالمحطة الينا .

لا يمكن أن تكون البنات، انهم يغلقون أبواب غرفهم، حتى ياسمين أغلقت بابها منذ دقائق، فكيف أسمعهم وأنا بغرفة الاستقبال؟ للمرة الأولى في حياتى لم أخف ولكن تملكنى إحساس التحدى والعصبية وربما الفضول والثأر معا فصرخت ‫ - اطلعولى. اطلعولى. ياللى هنا

أعد أصلي وخلفت وعدي لنفسي بقراءة سورة البقرة يوميًا، ربما كانت زيارة القنائي تذكرة لي.

‫ لا زالت البنات في حالة ذهول وربما خوف من حالتى، أو على حالتى في أحسن التقديرات، ظلوا ينظرون لي ولا يبدأون الكلام.

داومي على الاستغفار فإنه كنز لا يفنى أبدًا وسر عظيم من الأسرار العُليا، وفي كل أحوالكِ استفتِ قلبك يا مريم فإن قلب المؤمن دليله.

‫ - وكيف لي أن ألقاك حينما أريد؟

‫ نظر لي نظرة حانية وابتسم.

المعرفة بحر واسع وعُمق الماء درجات، ونحن البشر نحسب أنفسنا علماء الأرض وننسى أن فوق كل ذو علم عليم، دعيني أجاوب النصف الثاني من سؤالك، انتظرتك منذ أن سُرق الإرث ‫ نظرت إلى الصندوق وتأملته، ان هذا هو إرثه الحقيقي .

أتمنى لو يجتمع أهلي معي ونعيش هنا فأواظب على الدرس وأنهل من علمك يا سيدي.

‫ - أما أهلك فهذا قدرهم، وأما أنت فإنك تفعلين ما تمنيتِ يا مريم.

‫ - كيف؟

‫ - تتلقين درس حياتك الآن،

وينتشر الباطل ويكتسح الغلاء البلاد، يسمعون الأذان إلى أن ينتهي ويمر الوقت دون عقد العزم على تلبية النداء، يمر الوقت أكثر إلى أن يمضي وقت الصلاة، والناس ذائبون في صخبهم وانشغالهم بأمور زائلة غير مُدركين ما فوتوا عليهم من خيرات و غفران

أثناء موسم الحج العاشر التقى بمكة بأحد الشيوخ الأتقياء الورعين القادمين من مدينة قوص الشيخ «مجد الدين القشيري»، ودار بينهما حديث فتعارف فألفه، وأصر بعدها القشيرى على أن يصحب عبد الرحيم إلى مصر.

أخذت أناجى القادر الوهاب ‫ «إلهي قد سلمتك أمري بغير اعتراض فاكتب لي الخير كله وارضنى به ونور بصري وبصيرتي يا الله وارزقني شكرك على كل ما تؤول إليه المقادير» ‫ قبل أن يُرفع أذان العصر أتى جعفر مُحملًا بخيرات الله إلى بيته.

المصابيح غريبة الشكل موضوعة على طوب مبنى في الأركان (عرفت بعد ذلك أنهم يستخدمون الزيت أو شمع العسل لإنارتها) ، هناك على يساري درج طويل من الخشب البني اللون ليصلك بالدور الثاني والأخير من البيت، أشارت فاطمة إلى الغرفة الوحيدة الموجودة بالساحة، إنها غرفتي.

توقفت عند دار أثرية كباقي التي أراها، ذات بوابة كبيرة بيضاوية الشكل بنية اللون، تقبع داخل كم هائل من الأحجار الصفراء الكبيرة التى أعشقها، يتوسط الباب من الجهة العلوية مطرقة نحاس قيمة، يعلو الباب بعدة أمتار مشربية

تلعن الحُكم على الناس بالأعراف البائدة التي لم يتم منحها شيء من التهذيب أو التطور طوال قرون وعقود، هل تستطيع أن تحكم على بنات تسكن شقة مفروشة من أجل العلم بأى شيء دون معرفتهم؟ هل تجرؤ على الحكم بأى شيء

رجعت فاطمة برأسها إلى الوراء وفتحت عينيها أكثر.

‫ - لعل الشمس قد أصابت رأسك يا مريم! إنها السنة الـ ٥٥٥ هجرية - ١١٦١ ميلادية.