اقتباسات من كتاب مذكرات الولد الشقى

هذا الاختراع البشري المدمر للنفس الإنسانية، من الذي اخترعه؟ من كان أول إنسان على ظهر الأرض أقام سجنا ليضع فيه إنسانا آخر؛ أغلق عليه الباب بالمفتاح ثم انطلق هو إلى الشارع يمرح ويلعب؟ لابد أنه فكر في علاج للجريمة فاخترع السجن، ولكن ها هو السجن وها هم المساجين، والجرائم مع ذلك لم تتوقف، لا في خارج السجن ولا داخله.

وكأنما كانت تجربة السجن بالنسبة إليه قاصمة قاضية.. فقد شاخ عشرين عاماً فوق عمره.. وانحنى أكثر وشاب شعر رأسه وظل سنوات طويلة ولا حديث له إلا السجن والعذاب الرهيب الذي هناك.

وكأن الأحزان التي تجثم فوق صدره أعلى من هرم خوفو وأثقل من جبل المقطم.

قمت بحصر أكثر الأمكنة تعرضاً للركلات والصفعات، وحددت مكاناً بالذات وقررت أنه أخطر الأمكنة جميعاً وقررت حمايته، وكان المكان الذي اخترته هو قلبي.

وكانت جميلة، وكان صوتها يسيل حزناً وهمّاً وكأن حنجرتها جرحٌ يسيل

آه من الولد الشقي يموت ولا يتعلم، ويدخل اللومان ولا يدخل المدرسة، ويتعامل مع السجان ولا يتعامل مع الزمراني أفندي.

لكي أعيش على هذه الأرض أطول فترة ممكنة، ولكي أرى أكبر عدد ممكن من البلاد، ولكي أتعرف إلى أكبر عدد ممكن من الناس، ولكي أقرأ أكبر عدد ممكن من الكتب، ولكي أموت وليس لي في الحياة مطمع جديد!