اقتباسات من كتاب كيف نربي أنفسنا

جميل

هل الكتاب ممتع

وبعد هذا يجب أن نذكر أنَّك ستصل يومًا ما إلى الشيخوخة، وعلى الرغم من كل ما يقال، ليس شيء في هذه الدنيا أسوأ من الموت سوى الشيخوخة الهامدة المريضة الجامدة، وخير وسيلة نستعد بها للشيخوخة هي الثقافة، فيجب على كل

لصديقي الأستاذ أحمد جمعة كتاب (لمَّا يطبع) يدعو فيه دعوة غريبة عن أذهاننا، هي الاستغناء عن المدارس اكتفاء بالمجتمع؛ أي إن المجتمع يجب أن يربينا، وأننا لسنا في حاجة إلى مدارس ننتظم فيها تلاميذ كي نتعلم.

‫وغرابة هذه الدعوة تعود

واشتهاء الجنس الآخر، إذا سار على المستوى المادي فإنه يخلو من الفن، ولكن لم يقنع الإنسان قط بهذا، فإنه ارتفع من هذا النظر المادي إلى النظر الروحي، فنشأ من الشهوة حب، وحفل تاريخ الإنسان بأقصيص الحب التي نقرأها وننشدها أشعارًا كأنَّها تراتيل الدين.

ونحن حين نقرأ الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية نقف من المعاني فيهن على أضواء وظلال تختلف عمَّا عرفناه في لغتنا العربية، وهذه المعاني تجعلنا أعمق فهمًا للغتنا وأكثر إدراكًا وتقديرًا للمحاتها وإيماءاتها الخفية.

ولكن هناك قيمة شخصية للفرد، وهو أنه يفهم الحضارة التي يعيش فيها حتى يلتئم بها، ولا يصطدم بالغريب فيها ويحسبه لجهله ضارًّا أو زائدًا.

فهو في الحقيقة ميت قد تأخر دفنه؛ وذلك لأنه لم يثقف ذهنه أيام الشباب ولم يغرس في نفسه اهتمامات حيوية تغذو شيخوخته وتحيي عواطفه وتنبه عقله.

وظهور الأخطار الذرية والهيدروجينية يجعل التثقيف الذاتي ضرورة حتمية؛ لآن غير المثقف لن يفهم هذه الأخطار، بل هو قد يساعد بجهله على الدعاية لها وصنعها.

وإلى الكتب يجب أن تُضاف تحف أخرى، مثل الصور وبعض الطرف الجميلة، وفي هذه الحال يزيدان الصالون المخصَّص للضيوف بالكتب والتحف والصور كما يزدان بالكراسي أو المناضد؛ وعندئذٍ تقدر الكتب كأنَّها من أدوات البيت الضرورية التي تتنافس ربات البيوت في اقتنائها، بل ربما في قراءتها.

أننا يجب ألَّا يحدنا التخصص؛ لأن التربية للحياة قبل كل شيء، وليست لعلم أو فن معين، والوسيلة إلى ذلك هي الثقافة العامة

— عادتنا، وما لم ننفق على تثقيف أذهاننا بمثل السخاء الذي ننفق به على شراء حاجاتنا المادية.

نعيش لنقرأ ونقرأ لنعيش

1-نعيش لنقرا ونقرأ لنعيش

الدكتور واطسون: يقول إن التفكير هو كلام صامت كما أن الكلام هو تفكير صائت.