اقتباسات من كتاب عاشوا في خيالي

والفنان يشقيه دائمًا - إلى حد الموت والتفكير في الانتحار أحيانًا - شيئان: الإنكار، وافتقاد التقدير، ثم الإحساس بالعجز عن الاستمرار في الإبداع، أو بأنه لم يعد لديه ما يقوله أو يبدعه للآخرين.

ويرحم الله كل أب وأم أنجبا ابنا أديبًا وفنانًا ومفكرًا سيكتب ذات يوم عن حياته وأسرته وأشقائه، فلا يتجمل، ولا يتحرج، ولا يخفي شيئًا مما تحرص الأسر العادية دائمًا على إخفائه من عوراتها وأسرارها!

وكان توفيق الحكيم - في تقديري- يتردد أيضًا بين طبيعة أمه الانفعالية، وهي أقرب إلى طبيعة الفنان، وبين نزعة أبيه العقلية، وهي أقرب إلى طبيعة الباحث والمتأمل.

«والكِبر على أهل الكِبر صدقة» كما هو معروف، لأن التواضع لهم لا يزيدهم إلا خيلاءَ وغرورًا وتجبرًا على الآخرين، ولأنهم لا يفهمون التواضع من جانبك فهمه الصحيح، وهو أنه تواضع لله سبحانه وتعالى، وليس لهم، وإنما يفهمونه أو يتصورونه ضعفًا

وقد صاحبتُ أصدقاء زكريا سنوات عديدة، فسمعت منهم جميعًا قصة «سلطانية الفول» الشهيرة، يروونها بحب واعتزاز بذكرى صديقهم، أظرف الظرفاء - يرحمه الله -وصدقتها مضطرًّا، رغم غرابتها.

وفي 5 يونيو خاب أمل الحشاشين

فسمع المثقفون لأول مرة أغنية تترجم ما يحسُّون به من ضيق مكتوم بالانتهازية والشللية، وسيطرة العسكريين على مقاليد الحكم والوظائف المهمة في مجتمعهم؛ وتمايلوا طربًا وهم يسمعون الشيخ إمام يغنّي من كلمات نجم.

فالذي لا يعرفه كثيرون هو أن بيرم التونسي -على المستوى الشخصي- كان إنسانًا ممرورًا متجهمًا، ينفر من الناس، ولا أبالغ إذا قلت: بل ويكرههم، ويضيق بهم، وتغلب عليه نظرة الشك في نواياهم ضده.

إن الأدب العظيم هو دائمًا المعبر الحقيقي عن آمال الإنسان، وتشوقه الدائم إلى العدل والأمان والكرامة الإنسانية، والمساواة بين الجميع أمام القانون.