الرواية: البديل.
الكاتب: دافيد فونكينوس.
المترجم: دينا محمد معوض.
دار النشر: الرواق.
عدد الصفحات:341.
*عاش كلُّ الخاسرين في السباقات الإعلامية المعاناة ذاتها: فشلٌ تصحبه صورةٌ دائمة لسعادة الرابح، يمكن أن نقول لهم دائماً : « من الرائع أنكم وصلتم إلى المرحلة النهائية! » لكن لا، لا أحد يبتهج بمسيرةٍ اختُتِمت بلحظةِ ما كاد يبلغ الهدف"
هل يوجد أحد لا يعرف هاري بوتر؟ ذلك الصبي اللطيف ذو النظارة ذات العدسة المستديرة والشعر الساقط على وجهه، الذي قام بأداء دوره دانيال رادكليف، وحصل على شهرة كبيرة لاشتهار هذه السلسلة، لكن هل تسائلت عمن كان سيقوم بأداء هذا الدور لكن ضاع منه لظهور دانيال؟
تبدأ الرواية في منزل الزوجين جان وجون، حيث قاما بالاتصال بعد ظهور فوارق عديدة، ورغبة جان في التطور وتحقيق حلمها في الصحافة ومقابلة الرؤساء والعودة إلى فرنسا، ليتولى جون رعاية ولده مارتن في انجلترا محاولاً بكل الطرق إسعاده.
بسبب عمل جون كمنسق اكسسوارات في الأفلام، قام بتولية روز لرعاية ولده مارتن لانشغاله، لتبدأ الحكاية بوفاة جدة روز وسير مارتن إلى والده، ليراه مخرج فيلم هاري بوتر بنظارته المستديرة وشعره الساقط حول وجه، فيطلب من جون على الفور بالسماح لمارتن لتجربة الأداء بعد أن رأى فيه هاري بوتر.
❞ أشعر أحيانًا أنهم سرقوا حياتي. ❝
عرضت الرواية حياة جوان مؤلفة رواية هاري بوتر، وسعيها البالغ لنشر الرواية، لتفاجئ بنجاح الرواية المبهر حول العالم وترجمتها لعدة لغات، وسعي المخرجين لإنتاجها كفيلمٍ سينمائي.
تزامناً مع ذلك، نجح مارتن في تأدية دور هاري بوتر بعد تدريبه الكثيف مع والده وقراءة الرواية لعدة مرات، ومع قربه للوصول إلى الهدف، ظهر دانيال الذي وجد نفسه في منافسة قوية مع مارتن لتأدية دور هاري بوتر، لتكون فوزاً لدنيال وبداية تحطم مارتن، بداية مع خسارته للدور و وفاة جون، لتحضر جان إليه وتقوم برعايته في فرنسا ومحاولة لعرضه على الطبيب النفسي الذي رفض الذهاب إليه مجدداً، بعد عرضه لمؤلفة هاري بوتر كمثالٍ للنجاح وهو الذي أراد الابتعاد عن كل ما يتعلق بهاري بوتر.
❞ ربما كان الأمر هكذا، أكبر إنجاز للمعتدي: أن يخلق خوفًا صامتًا دون فعلٍ مزيد. ❝
بعد انطواء مارتن على نفسه، ورفضه لمصادقة أياً كان، تزامناً مع زواج جان من مارك الذي يمتلك ولداً من زوجته الأولى، لتبدأ معاناة مارتن الجديدة معه عند قيامه بمعاملته بطريقة قاسية عند غياب جان، والسخرية منه بذكره هاري بوتر، مع تهديده له بعدم ذكر ما يحدث لجان وإلا كان أنانياً، ليصل الأمر بمارتن في النهاية بطعن مارك في ذراعه خاصةً بعد استخدامه لأوراق الألومنيوم التي كان يصنع جون بها طعامه لمارتن عند ذهابه لرؤية جان.
❞ ماذا لو أنَّ الحب هو الحل؟ شعور المرء بأنه مرغوب، مقدَّر، محبوب، ربما هو الترياق للتخلص من سيطرة فشله عليه. ❝
مع معاناة مارتن البالغة وكرهه العميق لهاري بوتر وتخيله في ما إذا كان محل دانيال، قام بالعمل في متحف اللوفر كحارس حتى وصل إلى مركز إداري، ليقوم بتعيين كل من فشل في حياته مقابل نجاح الآخر.
بعد زواجه، وشعور مارتن بالارتياح لعدم وجود هاري بوتر عند زوجته، انتكس مجدداً بعد ذكرهما لقضية الإنجاب وخوف مارتن العظيم من أن يعاني أبناؤه ما عانه من الفشل الذي شعر بملاحقته له في حياته.
❞ بطريقة ما، كلٌّ منهما كان يحلم بحياة الآخر. كلٌّ منهما كان يرغب في الحصول على ما ليس له. ❝
في محاولة أخيرة، اعجبني هذا المشهد جداً، عندما التقى مارتن بدانيال، وعرض كلٍ منهما على الآخر ما يعانيه بعيداً عما يظهر للناس، ليشعر مارتن أخيراً بالراحة مع ظهور مساوئ الشهرة التي يعاني منها دانيال وارتباط ذكره و وجوده بهاري بوتر، ورغبته الدائمة في ترك هذا العمل.
الرواية رائعة جداً، ولمست جزءًا كبيرًا بداخلي لإحساسي الكبير بمارتن ومروري بما مر به لثلاثة سنوات، وبالرغم من تعافي من هذا، إلا إن الأمر مازال يؤثر بي عند رؤيتي لمن كنت بديله.
الترجمة رائعة و أوصلت إحساس مارتن العميق وتخبطه، مع حماسي البالغ لقراءتي هاري بوتر الذي لا أعرف عنه سوى اسمه.
اقتباسات:
❞ «ألا يحزنك ذلك؟»
- لا، لقد قررت ألا يؤثر هذا فيَّ بعد ذلك. أعتقد أنه يمكننا الوصول في الحياة إلى تلك المرحلة… إلى تخطي أيّ ما يسبب لنا ألمًا.»
❞ «هل نحن بحاجة إلى الآخرين كي نفهم ذواتنا؟» ❝
❞ المؤلم في الفشل، هو فقدانك التحكم في مصيرك. ❝
❞ . في النهاية، ما النجاح؟ وما الفشل؟ نبعت خيبة أمله من تخيُّل مصيرٍ آخر بدا أفضل. ❝
❞ يُقال إنَّ الكُتاب ممن يفتقرون إلى الإلهام يحرصون على ركوب القطار نفسه، أملًا في أن تصيبهم المعجزة ذاتها. ❝
#البديل
#دافيد_فونكينوس
