اقتباسات من رواية جثة على الهامش⁩ : المترصد 1

فما أكثر المتصيدين المتآكلين من الفراغ في بلادنا!

كل الوجوه مكشوف أمرها، التجاعيد تكشف طول التجهم أو كثرة الابتسام، البشرة الداكنة توحي بطيبة لا تخلو من غلظة، العيون الملونة تخفي خبثًا يقاس بالدرجات، البشرة البيضاء يتأرجح أصحابها بين الحماقة والنرجسية، أما الوجوه البريئة فلا يمكن تبين أغوارها، تبهرك

أما الوجوه البريئة فلا يمكن تبين أغوارها، تبهرك في كل مرة تظن أنك فهمتها وما أنت بفاهم.

كل الوجوه مكشوف أمرها،

فنحن مجرد أرواح، لو استوطنت أجساد بناة الأهرامات، ومحاربي الأسود الضارية، ومحركي السفن فوق المحيطات الهائجة، تبقى ضعيفة مهلهلة تكسرها الكلمة، ويعذبها الفقد، ويقتلها الحنين.

الحب أنواع أيها الغريب، وأنا أحببتها بكل أنواع الحب عدا حب الزوج لزوجته

أحببتها كرفيقة في السكن، كصديقة الأيام المظلمة، كصوت يحول بيني وبين الجنون، كروح أشعر في وجودها بأن هناك من يحتاج لوجودي، ورغم كل شيء، هناك ما يستحق الحياة

ولكنه الفقر، وما أدراك ما الفقر؟ يسحب روحك، يبعثر نومك، يقرص معدتك جوعا، ويزرع الخوف في قلبك صباح مساء.

فمجنون نافع خير من عاقل فائض عن حاجة الكون.

وتبينت أن الانسان مهما بلغ به العمر يبقى جاهلًا صغيرًا لا يكف عن تحصيل علوم وأفكار جديدة عليه حتى الممات.

فكل ما يصل بالإنسان إلى مرحلة الإدمان هو فساد يستعيذ بالله منه

كل الضالين يبحثون عن بيوت الله ليجدوا الملجأ والمأوى والدليل. حتى الملحدون المتمردون يفعلون هذا دون إكبار

ولكن يبقى الأصل هو أنا، الراوي والظاهر والمُلقن وكل شيء، ما يحدث في الكواليس يبقى في الكواليس وليس له أي قيمة!

لقد قتلتني الخيبة بالواسطة والمجاملات والظلم، وبثمن بخس، لقد شعرت بالاختناق، أحسست بأنني أُسحق تحت الأقدام

لكن خطواتي ظلت مقيدة، أجري ولا أصل، أحاول ولا أفلح، أتملق جاهلًا وأحاور سفيهًا وأتقصى سخافات مقابل وعود كاذبة وجيوب فارغة

مع أن البشر لو نحّوا خلافاتهم ومعتقداتهم جانبًا، وتعاونوا في كشف القاتل أيًّا كان اسمه أو دينه، لوجدوا في القصاص حياة، وعِظة تردع القلوب قبل أن تُزهق الأرواح، وتحفظ الدماء قبل أن تُراق سدى.

ربما كان الجحيم أحن عليها من دنيانا التي جعلناها مؤلمة ومؤذية لمن أراد التحرر والاختلاف.

ورغبة أعمق في الانعزال والتخفي، حتى إن أشعة شمس الصباح باتت تبدو لي متطفلة ثقيلة ملحة،

الإنسان لا حد لشروره، مغموس في الطمع، مرافق للبلاء، ميال للتوحش وأكل لحم أخيه الانسان حيًّا.

❞ ، فقد علمتني بأكثر الطرق قذارة متى أنحني في مهب الريح لأنجو، ومتى أقاوم لأرتقي، درس على المرء أن يتعلمه في مرحلة ما من حياته. ❝