اقتباسات من كتاب رسائل فدوى طوقان : مع ثريا حداد - أضواء جديدة على حياتها وشعرها

نشاهد الدراما على خشبة المسرح فنطهّر بذلك عواطفنا وننفّس عما فينا؛ ولكن من منّا يرغب في أن تتحوَّل حياته إلى دراما حقيقية يستمتع بها المشاهدون؟

حالنا لا يسرّ، ربما نحن الأمة الوحيدة التي أمسها أفضل من يومها. ها نحن نمشي في جنازة الأحلام في فضاء لا قاع له ولا سقف ولا شيء، لا شيء..

لقد كانت قصتي مع الصداقات قصة فشل وإحباط، انتهت بي منذ سنين إلى تكوين علاقات لا تذهب بعيدًا في العمق، بل تظلّ تطفو على السطح. إن النفس لتتحسر وهي ترى النضوب في المشاعر والعواطف حتى بين أفراد الأسرة. ما أصعب أن تثقل عليك هموم الحياة فلا تجدين حولك القلب الحاني الذي يمكن أن تفضي إليه بما يثقلك؛ كل واحد لا يهتم إلّا بذاته وبإرضاء هذه الذات دون الاهتمام بالآخر.

إلى متى أبعثر الزمن وأطارد الأوهام؟ لقد آن للقلب المجنون أن يعقل، وآن للهوى العاطفي أن يتوقف. حين تجيء الأشياء متأخرة تضعنا يا ثريا في مخالب الصراع، صراع العقل والقلب، وما أشد الألم وما أوجع التمزّق النفسي. لقد تعبت عيناي من التحديق داخل النفس والقلب.. أذهب دائماً في العمق وأستغور الأشياء فيزداد تمزقي وعدم اقتناعي بعقلانية هذا الأمر كله. إنه يؤرقني ويملؤني بالكآبة.

في رواية «سوس الخشب» للكاتبة الإنكليزية ماري كوريللي يسأل صديق صديقه عما إذا كان مستعدا لأن يغفر له ما قد يرتكبه من خطأ معه. وفكر الصديق برهةً ثم قال: إنني على استعداد للصفح عن أخطاء كثيرة لأصدقائي، ولكن هناك أمور لا يمكن أن أغفرها أو أن أصفح عنها، منها العبث بالثقة عن عمد.

أحب الحبّ ما دام قوةً بنّاءة تساعد على إيجاد التوازن النفسيّ في الإنسان وتعطي النكهة الرائعة والمذاق الحلو للحياة. وحين يبدأ الحب في التحوّل إلى قوة مدمّرة فسرعان ما أغلق الباب في وجهه.

لقد حاربتني الحياة ولا تزال تحاربني على جبهاتها المختلفة؛ وقد خسرتُ الكثير من معاركي معها ولكنها لم تستطع أن تهزمني قط،

من طبيعتي أنني لا أشكو حين يجرحني الآخرون، بل ألتزم الصمت كأسلوب نظيف للتعبير عن نفسي.