اقتباسات من رواية فاكهة من شجرة الخلد

«الموتى في العادة يدفنون بأسرارهم، تموت معهم، تُغلق عليها توابيتهم أو تغطيها أكفانهم، أمَّا القتلى فيأتون إليَّ، أنا تابوت القتلى الذي أبوح بكلِّ شيء،

لكل إنسان مدخل خاص نحو مودته، ومن أراد القرب أو تحقيق غاية، استنبط الوسيلة ووجد الباب

(رينيه ديكارت): «سيصل الرجل الأعرج الذي يحمل فانوسًا إلى هدفه، أسرع من الفارس الذي يتجوّل في الظلام».

تعرف التوليب باسم زهرة الحب والإخلاص، ذلك بسبب الأسطورة المرتبطة بحادثة ميلادها..

«لا تبتئس، سوف يأتي الخلاص لا محالة، أزهار الياسمين ستزهر من جديد، ويظلّ دفؤها خالدًا في القلوب».

لا ننام، يلفظنا السرير سريعًا.. نحن بقايا قزقزة الليل، يتسلى بنا طوال عتمته ثُمَّ يقذفنا إلى ضوءِ النَّهار، فينكر أننا له وأنا كنّا فيه، ينادينا الجميع بفتيات الليل، وما زال الليل ينكر نسبنا إليه، يدَّعي أنه بِكْرٌ لم يهتك عذرية إحداهُنَّ كي تنجب له، فنظلّ حيارى بينهما، لا نحن سيدات الصباح ولا فتيات الليل»..

كانت مرعوبة من فكرة ألا تجد خالقًا بعد الموت، لتموت وهي مغبونة من الحياة، بلا عادلٍ يعيد الحقوق في النهاية، أصابتها تلك الفكرة بالقلق، من كثرة ما شاهدت مظالم في حياتها،

من يتجرد من خوف الموت يستصغر الحياة،

«نحن البشر نحتاج الموت، بدونه تصبح الحياة بلا معنى، كحلقة لا تنتهي من الهراء».

كما قيل عن الخط العربي: «هو هندسة روحية ظهرت بآلة جسدية»(

«في غياب النور تتوحش الظلمات، في صلاة العاهرات ألف توبة، وفي صمود النسوة ألف قسوة».

من يتألمون أولئك هم الأحياء.

في الحقيقة المؤسف ليس الحزن، بل أن نعتاد على الكوارث، نأنس بالمصائب وندمن الموت، تتبلد المشاعر

فالقتلة من الرجال أكثر عنفًا وأقل تحفظًا؛ لذا غالبًا يقتلون بالرصاص، طعنًا أو خنقًا.. أمّا النسوة فهُنَّ من يتقنّ مهنة الإبداع، حتى في ممارستهنَّ القتل إن فعلن، والسمُّ قتلٌ حكيم، أحيانًا كثيرة يكون قتلًا رحيمًا في عالمٍ لم يعد كذلك، والنساء الأكثر رحمة في العادة.

القتل يعود لطبيعة المرء ذاته، سواء أُنشئ عليها أم اكتسبها خلال سِنِي حياته، في عين خالق الخير والشر جميعنا سواسيّة، كلنا نختار المسار الذي نريد أن نكون فيه أو نتمسك به..

«فوحان من السُّلوان»..

هي ووالداها لاجئون، جاءوا من مخاض الفرار، رحلة الناجي منها لا يعود كما كان، هاجروا بسبب حرب اشتعلت في وطنهم، في تلك اللعينة -الحرب- جُرفت أشجار الزيتون، قُصفت البيوت، حُرقت دكاكين الأقمشة، مات السلام وهو ينتظر يوم عودته.

لا أفراح وأعياد ميلاد هذا العام، بل هو عام إكليل الأشواك، موتٌ وخراب، صَلبٌ ودماء.

«حواء التي لم تقطف التفاحة».

«الموت ضريبة لنيل الخلود»..