اقتباسات مصطفى خليفة

❞ وتنتهي‮ ‬الأحاديث،‮ ‬وتنكمش أشياء كثيرة داخل النُّفوس‮… ‬ونفور‮!‬ ❝

❞ «‬إذا أردت لأفراد تنظيم ما أن‮ ‬يأكلوا بعضهم بعضًا،‮ ‬فاسجنهم معًا».‬

⁠‫ ❝

❞ لكنَّه السِّجن،‮ ‬وله قوانينه الخاصَّة،‮ ‬البسيطة،‮ ‬الصريحة،‮ ‬الوقحة‮!‬ ❝

‫ (كسلحفاةً‮ ‬أحسَّتْ بالخطر، وانسحبت داخل قوقعتها،‮ ‬أجلس داخل قوقعتي‮…. ‬أتلصَّص،‮ ‬أراقب،‮ ‬أسجِّل،‮ ‬وأنتظر فرجًا

❞ فكَّرت مرَّة‮: ‬هل‮ ‬يمكن لإنسان ما أن‮ ‬يوقف التفكير؟‮!)‬.‬ ❝

❞ أحاول أن أغلق أصغر ثقب فيها‮. ‬لا أريد أن أنظر إلى الخارج‮. ‬أغلق ثقوبها لأحوِّل نظري‮ ‬بالكامل إلى الداخل‮.‬

⁠‫إليَّ ‬أنا‮.. ‬إلى ذاتي‮!

⁠‫وأتلصَّص‮.‬ ❝

❞ وأنا‮، ‬يا لينا‮… ‬أحمل مقبرة كبيرة داخلي،‮ ‬تفتح هذه القبور أبوابها ليلًا‮… ‬ينظر إليَّ ‬نزلاؤها، ‬يحا ❝

❞ أحسّ‮ ‬بالوحشة والغربة، في‮ ‬حضور الناس،‮ ‬وأشعر بأنَّ ‬هناك عبئًا ثقيلًا‮ ‬ملقًى على كاهلي‮. ‬ولا‮ ‬يزول هذا الإحساس إلَّا عندما أعود إلى‮ ‬غرفتي،‮ ❝

وتزداد سماكة قوقعتي‮ ‬الثانية التي‮ ‬أجلس فيها الآن، وقتامتها‮… ‬لا‮ ‬يتملَّكني‮ ‬أيّ‮ ‬فضول للتلصُّص على أيٍّ‮ ‬كان‮!

‬أصوات التعذيب أنهكت أعصابي‮. ‬أن تتعذَّب أنت أهون من أن تسمع أصوات الصراخ الإنسانيّ‮ ‬ليلًا‮ ‬نهارًا.‮ ‬أحاول أن أتلهَّى بقراءة الأسماء الموجودة على حيطان الزنزانة‮. ‬جميعها مكتوبة بواسطة شيء معدنيّ‮: ‬مسمار مثلًا،‮ و‬محفورة بالطلاء الأخضر الفاتح.‮ ‬الكثير من الأشعار؛‮ ‬أسماء ذكور وإناث،‮ ‬بعضهم‮ ‬يكتب اسم مدينته أو حزبه السياسيّ. ‬أحدهم كان‮ ‬يخطّ خطوطًا متوازية إلى جانب اسمه‮. ‬يبدو أنَّ ‬كلّ خطّ‮ ‬يمثِّل‮ ‬يومًا،‮ ‬عددتها‮: ‬ثلاثة وثلاثين خطًّا‮.‬

(لطالما تساءلت بيني‮ ‬وبين نفسي‮ ‬عن منبع هذه القوَّة ــ المقاومة‮).‬

انسلَّت إلى أنفي‮ ‬رائحةٌ مميَّزة،‮ ‬لا‮ ‬يوجد مثيلها إلَّا في‮ ‬مكاتب ضبَّاط الأمن. ‬هي‮ ‬خليط روائح: ‬العطور المختلفة،‮ ‬السجائر الفاخرة؛‮ ‬رائحة العرق الإنسانيّ؛‮ ‬رائحة الأرجُل‮.‬

‫ ذلك كلُّه ممزوج برائحة التعذيب: ‬العذاب الإنسانيّ‮؛ ‬رائحة القسوة‮.‬

إنَّ ‬الإنسان لا‮ ‬يموت دفعة واحدة.‮ ‬كلَّما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه،‮ ‬فإنَّ‮ ‬الجزء الذي‮ ‬كان‮ ‬يحتلّه هذا الصديق أو القريب‮ ‬يموت في‮ ‬نفس هذا الإنسان‮ ‬ومع الأيَّام، وتتابُع سلسلة الموت‮، ‬تكثر الأجزاء التي‮ ‬تموت دواخلنا‮

‫ أتجوَّل هائمًا على وجهي‮ ‬في‮ ‬الشوارع والطرقات والحدائق ‬حولي‮ ‬الكثير من الناس،‮ ‬لكنِّي‮ ‬لا ألحظ الوجوه‮ ‬أحسّ‮ بأنَّ ‬الناس كتلة هلاميَّة،‮ ‬أو كتلة أثيريَّة‮، و‬جزءًا من الهواء المحيط بي.‮ ‬لا ألحظ شيئًا أو وجهًا،‮ ‬فالإنسان عادة لا‮ ‬يرى الهواء

أحلم أحد أحلامي‮ ‬الصَّغيرة،‮ ‬وقد صغرت أحلامي كلُّها‮:‬

إنَّ‮ ‬السِّجن هو المرأة‮! ‬غيابها الحارق‮.‬

‬أنا،‮ ‬يا صديقي،‮ ‬في‮ ‬جوع حقيقيّ‮ ‬كي‮ ‬أشعر باحترام الآخرين‮. ‬لا‮ ‬يهمّ‮ ‬أن‮ ‬أجوع بضعة أيَّام كلّ شهر،‮ ‬لكنَّ ‬الشُّعور بأنَّني‮ ‬إنسان‮ ‬يكفيني‮ ‬لمدة شهر‮.‬

(كنت أتساءل‮: ‬هل هي‮ ‬تسلية فقط، أم أنَّها نهج؟ الدَّافع إلى التَّركيز في هذا الموضوع، هل هو عُقَدُ الجنس والكبت الشرقيَّة لدى الرقباء‮ ‬يُفرغونها من خلال السُّلطة التي‮ ‬يملكونها على السُّجناء؟ أم هو نهج مدروس، الغايةُ منه تحطيمُ الإنسان وإذلاله

كأنَّ‮ ‬كلَّ‮ ‬واحد منَّا‮ ‬يحاول الاختباء داخل ذاته‮. ‬

‬الحدث هو الهيكل العظميّ، ويتعيَّن‮ ‬وعلى المخرج إكساؤه باللَّحم والثياب‮.‬