اقتباسات فاروق جويدة

وجة جميل

طاف في عيني قليلا .. و استدار

فاراة كالعشب المسافر ..

في جبين الارض يزهو في اخضرار

و تمر اقدام السنين علية .. يخبو ..

ثم يسقط في اصفرار

كم عشت اجري خلفة

رغم العواصف .. و الشواطئ .. و القفار

قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا

لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا

والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً

هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذى هانَا؟

قامرتَ بالعمرِ.. والأيامُ غانيةٌ

مَنْ سَرَّهُ زمنًا سَاءَتْه أزمانَا

قد عشتَ ترْسُمُ أحلامًا لعاشقةٍ

ذاقتْ كؤوسَ الهوى طُه

(عميّ فرج)

رجلٌ بسيطُ الحالِ

لم يعرِفْ من الأيــامِ شيئًا

غيرَ صمتِ المتعبين

كنّا إذا اشتدت رياحُ الشكِ

بين يديهِ نلتمِسُ اليقينْ

كنّا إذا غابت خيوطُ الشمسِ عن عينيهِ

شيءٌ في جوانِحنَا يضلُ..ويستكِينْ

وَ أُعانِقُ الأيّامَ في عَينيكِ سِرًا لا يَبينْ

وُ نُصَافحُ الأقدارَ في خَوفٍ عَساها تَستَكِين

حتّى إذا جاءَ الزمانُ مُزمجِرًا

عَصِفَ الرَحيلُ بُحبِّنا

فَرجعتُ للحنِ الحَزينْ

كُل الذّي عشناهُ يُومًا عشتُ أذكُره

تُرى هل تَذكُرين ؟!

قالت : أنامُ الليلَ

مثل

مازال للحب بيت في ضمائرنا

ما أجمل النار تخبو ثم تشتعل

لا تفزعي يا ابنتي ولتضحكي أبدا

كم طال ليل وعند الصبح يرتحل

ما زال في خاطري حلم يراودني

أن يرجع الصبح والأطيار والغزل

لماذا أراكِ على كلِّ شىءٍ

‫ كأنكِ فى الأرضِ كلُّ البشرْ

‫ كأنك دربٌ بغيرِ انتهاءٍ

‫ وأنِّى خلقتُ لهذا السفرْ

‫ إذا كنتُ أهرَب منكِ.. إليكِ

‫ فقولى بربكِ.. أين المفرْ؟!

وتسقط بيننا الأيام

‫ ويمضى العامُ.. بعد العامِ.. بعد العامْ

‫ وتسقطُ بينَنَا الأيامْ

‫ ويُصبح عُمرُنَا سدًّا

‫ ويصبح حبُّنَا قيدًا

‫ وحُلمًا بين أيدينا حُطامْ

‫ رمادٌ أنتِ فى عينى

‫ بقايا من حريقٍ ثارَ فى دمِنَا.. ونامْ

‫ ويمضى العامُ.. بعد العامِ.. بعد العامْ

‫ فلا أنت التى كنتِ

‫ ولا أنا فارسُ الأحلامْ

وأنت الحقيقة لو تعلمين

‫ يقولونُ عنِّى كثيرًا.. كثيرًا

‫ وأنتِ الحقيقةُ لو يعلمونْ

‫ لأنكِ عندى زمانٌ قديمٌ

‫ وأفراحُ عمرٍ.. وذكرى جنونْ

‫ وسافرتُ أبحثُ فى كلِّ وجهٍ

‫ فألقاكِ ضوءا بكلِّ العيونْ

‫ يهونُ مع البعدِ جُرحُ الأمانى

‫ ولكن حبَّكِ لا.. لا يهُونْ

وما زال عطرك

‫ وإن صرتِ ليلًا .. كئيبَ الظلالِ

‫ فما زلتُ أعشقُ فيكِ النهارْ

‫ وإن مزَّقتنى رياحُ الجحودِ

‫ فما زال عطرُكِ عندى المزارْ

‫ أدورُ بقلب على كل بيتٍ

‫ ويرفضُ قلبى جميعَ الديارْ

‫ فلا الشط لَـمْلَم جُرْح الليالي

‫ ولا القلبُ هامَ بسحرِ البحارْ

‫ فما زالَ يعشقُ فيكِ النهارْ

‫* * *

وتهدأ الأحزان

‫ إنْ ضاقَ العمرُ بأحزاني

‫ أوتاهَ الدمعُ بأجفاني

‫ أو صرتُ وحيدًا فى نفسي

‫ وغدوتُ بقايا إنسانِ

‫ سأعودُ أداعبُ أيكَتَنا

‫ وأعودُ أرددُ ألحاني

‫ وأعانقُ دربًا يعرِفني

‫ وعليه ستهدأُ أحزاني

وتهدأ الأحزان

‫ إنْ ضاقَ العمرُ بأحزاني

‫ أوتاهَ الدمعُ بأجفاني

‫ أو صرتُ وحيدًا فى نفسي

‫ وغدوتُ بقايا إنسانِ

‫ سأعودُ أداعبُ أيكَتَنا

‫ وأعودُ أرددُ ألحاني

‫ وأعانقُ دربًا يعرِفني

‫ وعليه ستهدأُ أحزاني

أنا في رحابكَ جئتُ أحمل توبتي

‫خجلانَ من شططي ومن زلاتـي

‫أنت الغفورُ وكان ضعفي محنتي

‫وعذابُ قلبي كان في هفواتي

إذا ما التقـينـا علـى أي أرضٍ

‫فليـس لنـا غـيـرُ صـدقِ المشـاعرْ

ماذا سيبقى للحياةِ إذا اختفى

‫وجهي.. وسـافرَ في دجى النسـيانِ؟!

‫أأكونُ تاريخًا.. توارى باكيا

‫بين السفوح ولوعةِ الأحزان..؟!

فكِلانا يا رفيقى.. من هواياتِ القدرْ

في كل شيء يا طويل العمر تاجرتم ‫ في علاج المرضى ‫ خارج الديار ‫ في الحج للبيت الحرام ‫ وفي بذور القمح ‫ في الفول. في العدس ‫ في المواشي ‫ في البشر ‫ حتى علاج الناس يا مولاي

عشرون عامًا كنت أمشي

‫ فوق أشلاءٍ مبعثرةٍ تزمجر في دمايا

‫ عشرون عامًا والدمار على موائدنا

‫ طعام أو شراب أو بقايا

لا تبتئس. في كل عصر من عصور الزيف ‫ سوف تفيض أنهار ‫ وتصحو في عزائمنا الهمم ‫ لا تبتئس. الناس تكره كل شيء ‫ حين تخبو في جوانحها الضمائر. ‫ لكن أشلاء الضمائر ‫ سوف تنبت من بقاياها ‫

عقول الناس.. كالأرضِ الخرابْ

‫ لا يستطيع المرءُ أن يحيا بغير الذاكرة

‫ حطِّمْ رموز الشعب يصبحْ كالقطيعْ

‫ يمشي أمامك..

‫ لا يفرق بين مئذنة وقداس..

‫ وليل عاصف أو ضوءِ صبحٍ لا يضيعْ

فإذا سعيتَ لأن ترى شعبًا ضعيفًا واهيًا

‫ يبدو أمامكَ مثلَ بيتِ العنكبوتْ

‫ حطم جذورِ الأمسِ فيهْ