اقتباسات أندرش روزلوند

 كان الجو باردًا دائمًا في مواقف السيارات، لكن هذه الرجفة بالذات جاءت من الداخل، قشعريرة لن تؤثر فيها الملابس ولا الحركة. لا يوجد مثل قشعريرة ازدراء الذات. 

"العب دورك". كان هذا هو كل ما يهم، القوة والاحترام، خذهما ولا تتخلَّ عنهما أبدًا . "العب دورك أو مت".

❞ اختبر "جرينز" هذا الشعور من قبل؛ كيف أن اللقاءات في أماكن أخرى، وفي عوالم أخرى، تترك أثرًا أعمق، كما لو كنت، دون أن تدري، في أمسِّ الحاجة إلى الطرف الآخر.‏ ❝

❞ تحولوا إلى مجرد أجساد متعبة. نظراتهم فارغة، رائحة اليأس تفوح منهم، يُساقون كالأغنام، يُراقبون كالعبيد، تُقاس قيمتهم بالدولارات. دفعوا كل ما يملكون، رهنوا كرامتهم، لكنَّ تلك الكرامة ذُبحت أمام أعينهم بسكين البشاعة، وبِيع حلمُهم بثمن بخس في سوق النخاسة الحديثة.‏ ❝

❞ وفكر في إخبار زميليه كيف سار رئيسهم خلال الليل الإفريقي محاولًا الهروب من سرير الفندق الذي أفزعه، لكنه لم يفعلْ، فالخوف شعور حميمي للغاية، مثله مثل الحب. إذا أفصحتْ عنه، فإنك تعري نفسك، وتجعل نفسك عرضة للخطر.⁠‫ ❝

‏سيلتقيان في منتصف الطريق المتعرج بين "زوارة" وطرابلس، حيث تقع "صبراتة" بأطلالها الرومانية العريقة، وهي موقع للتراث العالمي، مسرح مدرَّج يبدو كقطعة مسرحية منسية بُنيت قبل بضع مئات من السنين بعد بداية العصر الحديث.. وجهة سياحية قليلة الزوار هذه الأيام، ومن بين القلة المتجولين بين أعمدتها ومدرجاتها، سيندمج سويدي ودنماركي بين السائحين دون أن يلفتا الانتباه. مفارقة تُدمي القلب.. من هذه الأرض التي احتضنتْ مهد الحضارة الأوروبية، يفر اليوم أبناؤها لاهثين نحو أوروبا.‏

❞ غرفة الفندق عالمٌ موحش. أربعة جدران صامتة تحرس سريرًا، ذلك المكان الذي يُفترض به أن يكون ملاذنا الحميم، حيث نلتقي كل ليلة بأحلامنا وخيالاتنا، لكنَّ هذا السرير شهد بالأمس غريبًا، وسيحتضن في غده غريبًا آخر، وكأنه مسرح متجدد لقصص عابرة.‏ ❝

❞ وظلت أفكار "جرينز" تدور حول ورق الشمع والوشوم والجثث. حول كيف أنه مهما يعمل سنوات، فما زال يصادف أساليب إجرامية جديدة. ومهما يتطور عملهم الشرطي بسرعة، يبدُ أن المجرمين يسبقونهم دائمًا بخطوة.‏ ❝

عندما تكشف لك تجارة المخدرات عن وجهها الأكثر بشاعة، حينما تُقايض الأرواح البشرية بعدة أوراق نقدية، ويتحول الأطفال في سن اللعب إلى قتلة محترفين. في هذا العالم المقلوب، تتحول براعم الحياة إلى أدوات للموت، تتجلى أشد صور الظلم سوادًا. أومأ الصبي النحيف، ومد يده وأخذ المال، وقال: "حسنًا، سأبقى في المنزل. لمدة شهر واحد".‏

❞ كل من ليس لديه أي شخص ليهرب من الشعور بالوحدة ومن تناول الطعام بمفرده، ونادرًا ما تفعل النساء ذلك، ربما يتعاملن مع الوحدة بشكل أفضل من الرجال، أو ربما هن أكثر خجلًا ولا يرغبن في نشر وحدتهن على الملأ. ❝

❞ ⁠‫- العيش مع الحزن شيء مختلف، لا يمكنك ذلك. أنت لا تعيش مع الحزن، بل تعيش من أجله. أنت تتمسك به، وتختبئ خلفه. ❝

❞ كانت واحدة من تلك الصباحات التي لا يرغب جسمك في الاستيقاظ فيها وتشعر بأن العالم بعيد جدًّا. ❝

❞ لم تُدعَوا. لذلك لن أقدم لكم قهوة. ❝

❞ يا له من شعور جميل أن يترك الواقع المر ليتولاه غيره، بينما يستمتع بعالمه الرقيق هذا! ❝

❞ لقد قمعت كل شيء. تعاملت مع الصدمة الشديدة بالتظاهر بمواصلة الحياة كأن شيئًا لم يكن. ❝

❞ والآن بعد مرور سنوات كثيرة، أصبح يعرف أقل مما كان يعرف من قبل. ❝

❞ فكر أنها بدت واثقة جدًّا به، أما هو فلا يمكنه أن يثق بأحد إلى هذه الدرجة أبدًا. ربما هكذا تبدو الثقة. ❝

❞ لا تحدث الأشياء كما كان مخططًا لها دائمًا. ❝

❞ أنت موجود لبعض الوقت، ثم لن تعود موجودًا. ❝

❞ غريبة هي الذاكرة. كيف تختفي الذكرى تمامًا، ثم تعود فجأة وتصدمك بكامل قوتها، لتدفع كل شيء آخر جانبًا، مطالبة بمساحة.

⁠‫كل المساحة. ❝