اقتباسات مارك ماكريندل

فعندما يغادر قائد وتنهار شركته نتيجة لغيابه، لا يعتبر هذا مؤشرًا على نجاحه بل على فشله، فالقادة العظماء لا يضعون خطة لخلافتهم فحسب، بل يدربون مجموعة من القادة الصاعدين ليخلفوهم، وينطبق الشيء نفسه على الوالدين؛ فنحن لا نريد أن يعتمد أطفالنا علينا طوال الوقت، بل أن يتمتعوا بالمهارات والسمات الشخصية والتوجيه الذي يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم عند خروجهم للعالم في النهاية ليحققوا النجاح، ففي النهاية يتحدد مدى نجاح القيادة بالثقافة التي تخلقها والأشخاص الذين تطورهم.

«القادة البارزون هم الذين يبذلون قصارى جهدهم لتعزيز احترام موظفيهم لذاتهم، فعندما يؤمن الأفراد بقدراتهم، يمكنهم تحقيق أشياء مذهلة».

‫ يمكننا إعادة استخدام هذه المقولة لتتلاءم مع تنشئة الأطفال فتصبح:

‫ «الآباء البارزون هم الذين يبذلون قصارى جهدهم لتعزيز احترام أطفالهم لذاتهم، فعندما يؤمن الأبناء بقدراتهم، يمكنهم تحقيق أشياء مذهلة».

«ما أهم عائق للإبداع والابتكار؟ إنه الخوف من طرح فكرة ثم يسخر الناس من فكرتك، ويستهزئون بك، ويقللون من شأنك، المشكلة أن الأفكار المبتكرة غالبًا ما تبدو جنونية والفشل أمر لا مفر منه، فالتعلم والإبداع بطبيعتهما يجعلان الإنسان في موقف ضعف».

كذلك يحتاج الذين يقودون جيل ألفا أيضًا إلى الاستجابة للثقافات والأجيال والخلفيات والتوقعات المتغيرة التي تشمل فرق عملهم ومجتمعاتهم وعائلاتهم، فإن كنا نريد أن نصبح قادة عظماء؛ فلا بد لنا من قضاء وقت أطول في الإنصات والاستيعاب أكثر من مجرد التحدث والتوجيه.

وحتى يستطيع جيل ألفا حماية مهنهم ومهاراتهم في المستقبل، فإنه يتحتم عليهم تطوير مهارات ينفرد بها البشر ولا ترتكز على الآلات. وهذا يعني أن علينا التركيز على تطوير مهارات قابلة للتحول، مثل التفكير النقدي والتعاطف والقيادة والوعي الاجتماعي والثقافي. فعندما يصبح جيل ألفا متعاونين ومتجاوبين ومبتكرين، تزيد فرصهم في تحقيق النجاح والازدهار في عالم تغلب عليه المهن العالمية والرقمية، الآن وعلى مدى العقود المقبلة.

في الوقت الذي تسعى فيه التكنولوجيا لخلق فرص العمل، وتتزايد أهمية اكتساب مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، نجد أن المهارات الإنسانية المميزة والمهارات التي يمكن استخدامها في أي سياق، مثل الإبداع والتعاطف، هي الأهم لتهيئة جيل ألفا في الوقت الحالي للمستقبل، وذلك لأنها المهارات التي لا يستطيع الكمبيوتر تقليدها.

«كثيرًا ما ننسى أن «التأديب» يعني التعليم وليس العقاب. فالمُتعلم هو طالب وليس متلقيًا للعواقب السلوكية. لهذا عليك تحويل لحظات الصراع إلى فرص للتعلُّم وبناء المهارات والنمو العقلي».(146)