اقتباسات هيفا نبي

الوضوح. نعم هذا ما كرهته أكثر من أي شيءٍ آخر… ففي الأفلام تكون الأشياء واضحةً على الدوام، أسباب اللقاء وأسباب الحب وأسباب الشِّقاق واضحة ويمكن فرزها بسهولة. أما في الحياة، التي يُفترض أنها المادة الملهِمة للفيلم، فلا شيء واضح

كنت في صدد الكشف عن هذه الحقيقة بالتحديد، حقيقة أننا نجعل المرأة لغزًا لنكف عن فهمها.

أرى أن الآخرين عبارةٌ عن عيون، تزداد حاجتنا إلى الآخرين بازدياد حاجتنا إلى عيونٍ ترانا وتراقبنا. عن نفسي، جُلّ ما أتمناه هو أن أختفي.

يجد فيه الإنسان نفسه مقذوفًا بحزمٍ وجديةٍ من عالم الشباب نحو النضج الأكيد، في سنٍّ تصبح فيه الخيارات قاب قوسين أو أدنى. يصبح تضاؤل الخيارات مع الوقت مزيّةً وإيجابية، فمعها يظهر الجانب الحقيقي في الإنسان، يصبح المرءُ حقيقيًّا. الخيارات المفتوحة

إنها الحرب. حربهم التي لا تنتهي، حرب الرجال، حرب الرؤوس الفارغة الكبيرة.

بعيدة، كنت قد رحلت قبل أن أرحل فعليًا، كمسافرٍ يعيش إحساس الرحيل قبل أن يصعد طائرته ويحلّق. لم تعد تهمني الحلول التي ستُنجيني كما لم يعد يهمّني الحديث عن هذا العالم

ربما نحتاج -حين نحب- أن نستشعر اختلاف الشخص المقابل وإلا فما من أحدٍ سيحب شخصًا يشبه الجميع. لا بد من إيجاد شيءٍ مختلف لنبدأ، فالاختلاف يصنع الحب. على الأقل يفجّره بدايةً.

تنتهي نصف معاناتنا إن تمكنّا من تسمية ما يؤلمنا

أرى أن الآخرين عبارةٌ عن عيون، تزداد حاجتنا إلى الآخرين بازدياد حاجتنا إلى عيونٍ ترانا وتراقبنا. عن نفسي، جُلّ ما أتمناه هو أن أختفي.

ثمة عالمان، عالم الآخرين الكبير المتوازن، وعالمي الصغير الخائف والمخيف المحشور عنوةً داخل عالمهم الكبير.

أتأمل الرجال في نشاطهم، إنهم منغمسون في الحياة، متفاعلون مع آلتها. ما أجمل أن نتمايل مع إيقاع الحياة، فلا نسألها أكثر ممّا تعطي، لا نطرح على كيفيتها أسئلة ولا نلوي عنقها بخيالاتنا.

يحطّمني شعور أن أكون مُقادة.

ماضيّ ماضٍ فقير، فلا أسرار ولا أحاجي، ولا مغامرات مثيرة ولا جرائم ولا قصص حب ملتهبة ولا أية علاماتٍ فارقة. لم تكن أيامي أكثر من مجموعةٍ من أوراق روزنامة مكدسة تتشقق في بعض المواقع منها لتترك شيئًا شبيها بالحلم، شبيهًا بمد العنق خارج نفق.

حين أدركت أني أضحك بينما يتوجّب عليّ البكاء من تعاستي، بكيت.

الجماعة تقينا من الكثير من المآسي، وتبقى رغم هذا الفضل ثقيلةً فيما تطلبه منّا، بل إنها تمصُّ طاقتنا مصًّا.

لا ترعبني كلمة «الجنون»، بل ترعبني حقيقة إني بتُّ أرى كل شيءٍ عارٍ من المعنى ومن القيمة.

كل لحظات الدفء التي استشعرتها وأنا ناضجة بدت لي كإعادة تدوير لذكريات معدودة على الأصابع

رغبة الكتابة هذه لم أعتد عليها سابقًا، نبتت فجأة، رغبة شبيهة بمحاولة رؤية مضاعفة. أريد أن أرى، أن أفهم لِمَ بدا العالم شبحيًا فجأة؟!

((فالشعور أكثر سعة من المعرفة)).

" وأدركت أن كل إيمان بعالم منسجم مع نفسه، متناسق، وواضح وضوح آلة، هو وجه آخر للهروب منه. وأنا رغم ما أبدو عليه من هشاشة لم أكن لاختار الهرب"