اقتباسات رائد بن خليل العيد

اعتدت على مصادقة نفسي وكتبي وفنجان قهوتي، ومحاربة قناعات المجتمع التي تحاول فرض الخُلطة وتكوين الكثير من المعارف والأصدقاء وإلا وُصمت بالغرابة والعزلة وقائمة طويلة من الأمراض النفسية

أقرأ لأفهم، وأكتب لأستكمل الفهم أثناء الكتابة، وعلّني أفعل، لست أكتب لأنني كنت أفهم تمامًا قبل الشروع بالكتابة. فأنا مجرد قارئ أغرته الكتب للتحاور معها، فما كتبته أقلّ بكثير مما قرأته، لأن المرء يقرأ بحثًا عن إجابات لأسئلته

«أيها الإنسان؛ لا أحد يعرف المعارك التي خضتها للوصول إلى مبتغاك، كما أن أحدًا لا يعرف كم مرة سقطت ثم نهضت، ولا أحد يعرف مقدرتك وشجاعتك لخوض تجربة جديدة، إلا أنّك تعرف. وليس المهم أن يعرف أحد، المهم فقط أن

فالمحنة هي المكون الأساسي الذي يزج بالأفراد في القلب من الأزمات الوجودية مجبرة إياهم على الوعي باستجابتهم محدودة الرشد، ثم على خوض عمليات متتابعة من الفحص الذاتي، لينتهي بهم المطاف إلى مستوى أعلى من النضج."

أن الشدائد وسيلة من وسائل النضج"

❞ «ففي النهاية ما استنتجته حقًّا أن حب الذات وقبولها هو أعظم الهدايا وأشكال الحب على الإطلاق، حب الذات لا يعني أن تكون أنانيًّا، بل واع بذاتك، ممتلئًا بها، يعني الاعتماد على نفسك لتلبية التحقق العاطفي والاطمئنان، يعني قبولك نفسك، قبولك تفردك، الأهم أنه يعني إدراكك لنقاط قوتك، وفرديتك، وأن يكون لديك علاقة بنفسك قبل الآخرين هو أهم شيء على الإطلاق».

«أكره من يسرق مني وحدتي، دون أن يُقدم لي في المقابل رفقةً حقيقية»

تذكرت حينها ما قالته الكاتبة النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي في «تدوينات عن الحزن» عند وفاة والدها: «كيف للعالم أن يمضي، يشهق ويزفر دون توقّف، فيما روحي بعثرة أبدية؟»

كما حاول بارت، عبثًا، أن يُجيب على السؤال الذي أثاره في نفسه موتُ أمه: «هل تعني إمكانية العيش بدون شخص كنا نحبّه، أننا كنا نحبه أقل مما كنّا نعتقد؟».

‫ لا يزول أثر الفقد سريعًا مهما كانت طريقة التعامل معه مثالية، «يمضي الانفعال، ويبقى الحزن»، هذا ما يؤكده بارت.

«أنا أسكن حزني وهذا يجعلني سعيدًا. أنا لا أحتمل كل ما يمنعني من أن أسكن حزني».

فحالة الفقد لا تُتجاوز بالإجبار على التجاوز، وإضفاء بعض الصخب على حياة الحزين، بل بإتاحة المساحة له مع حضور الأذن الصاغية واليد التي تربّت على كتفه عند الحاجة، ولا أكثر من ذلك.

«وبدون شك، لو كنت أكثر هيستيرية، معلنًا اكتئابي، طاردًا الجميع، مبتعدًا عن الحياة الاجتماعية، ربما كنت أقل تعاسة. وأرى أن عدم العصبية، ليس شيئًا جيدًا، ليس شيئًا حسنًا».

يرى بارت أن «ما يجعل حدادي لا يوصف، هو أنني لا أحوله إلى هستيريا: ضيق مستمر، وذو خصوصية عالية»

لماذا نحتاج إلى الوقوع في اختبار الموت حتى نتكلم عنه؟ لماذا ننتظر من نحب حتى يموت لنتحدث عنه؟ «لأننا نحن الأحياء نصير تلاميذ خائبين أمام الموت، تمرُّ علينا الأيام والأسابيع والشهور، ومع ذلك نواظب على قراءة الدرس نفسه فوق السبورة السوداء

«أعرف جيدًا أني لن أراك مجددًا في هذا العالم، وأن ضحكتك ووقع أقدامك لن يسمعا فيه بعد الآن، ومع ذلك، أكتفي في اللحظة الراهنة بهذه المعرفة، فتلك العذوبة التي طالما جاءتني منك، ما تزال تأتي إليّ».

فموت أحد الوالدين يترك الأبناء بلا عزاء؛ إذ يشعرون وكأنهم خسروا شرعية العيش، لأن من وهبهم الحياة لم يعد موجودًا.

«كلنا على بعد مليمتر واحد من الموت، طوال الوقت، لو قدّر لنا أن نعرف فحسب»

فالأشخاص مثل اللوحات؛ إذا اقتربت منها كثيرًا صعب إدراكها بشكل كامل، وإذا ابتعدت كثيرًا صعب إدراك تفاصيلها.

كما قال غوته، «كذلك فإن الذهن الحزين يسلب المخلوقات الحياة من أجمل زينتها، ويحيلها، في نظرنا إلى هيكل عظمي أجرد».