اقتباسات علياء هيكل

صوتٌ شجي عميقٌ، تُصاحبه موسيقى رقيقة على أوتارٍ معدودةٍ منهكة، الجميع ملتفون حوله في الطرف الآخر من المركب، يستمعون بانسجامٍ لكلماته المؤثرة وللموسيقى التي يعزفها، وقد بدا الصوت مستغرقًا إلى أبعد حد، غائبًا تمامًا بروحه في مكانٍ آخر، حاضرًا بنبراته الحساسة وغنائه الطرب، أزاحت بطانيتها وطوتها وأعادتها إلى الحقيبة في حرصٍ، كمن تلف طفلًا رضيعًا نام لتوه، قامت وحملتها على كتفها واقتربت حيث تمكَّنت من رؤيتهم بوضوح، استندت على سياج المركب تستمع مأخوذةً بالصوت العميق، تتنقل بعينيْها ما بين المياه المتقلبة أمامها ووجه الرجل الذي يُغني: ‏ ‫‏. من الذي دلَّك على ذلك الطريق الطويل‏ ‫‏الطريق إلى الأرض البعيدة. ‏

رغم الطبقات الكثيفة من مساحيق التجميل، بدا وجهها الصامت الجاد مألوفًا لها، استمرت ترقص كمن تقوم بعمل أكاديمي روتيني أو أداء مسرحي نمطي محفوظ، خالٍ من أي روح.. ‏

‫‏بمجرد أن توقفت الموسيقى فجأةً مع توقف حركات الراقصين وثباتهما بشكلٍ استعراضي، صفَّق الجمهور المُتحلق من حولهم، منهم من أعطى المال بإعجابٍ ومنهم من انصرف متراجعًا، كأنه لم يرَ شيئًا.. ‏