اقتباسات حنان لاشين

سأكون علامة ترقيم تزيد المعنى وضوحًا، حرف عطف يقرّب بين معنيين، وفاصلة تفصل بين كذبتين، ونقطة تنهي بعض الجمل المؤلمة، وعلامة استفهام بعد سؤالٍ بليغ، وربّما قوسين يضمّان الحقيقة التي أؤمن بها، أو قوسًا يغلق جملة ما فينهي حقبة بأكملها!

«عندما أحبّها، ارتقى معها فوق مستوى اللذة، لم يدع الفرصة لجسده لكي يمتطي روحه ويقودها إلى الهاوية، ترك العنان لروحه لتحلّق فوق جسده فروضته وارتقت به نحو الجنان، كان يحبّها، ويعشقها، لكنه يخشى من نفسه، ويخشى عليها من نفسه!»

❞ «قد تكون الكلمات وكل الكتابات ميّتة، مكفّنة في أوراق دفاترنا البيضاء، معانيها مدفونة بين السطور، على الرفوف وفي أدراج المكاتب، لا تحيا إلا عندما تُقرأ فتجري الدماء في أوصالها بخيال القارئ، وعندما يصدّقها تضجّ بالحياة!» ❝

❞ فذكرياتنا هي ما يُميِّزنا ❝

قد نبتلى بالفراق، وبالموت، لئلا يكون لأحد منّا سكون مع غير الله، ومن تمام الإيمان أن نؤمن بحكمة الله التي لا نراها، كما نؤمن برحمته التي نراها.

لا يوجد شخص رائع طوال الوقت، ولا يوجد شخص كامل فوق الوصف، بل هناك فراغٌ يُملأ، وألمٌ يُداوى، وعيب يُستر، وخطأ يُنسى، وهفوات يلزمها تغافل، ولحظات ضيق في صدر طرف يحتويها اتساع صدر الطّرف الآخر، قد يبدأ الحبّ بسهم من سهام العين يُلقى في الفؤاد، لكنّه لن يكتمل إلّا بالعقل.

«يُوسف» شخص حساس جدًّا، يحتاج إلى الحب اللامشروط والعطف وليس الشفقة. وكانت «سارة» دائمًا تؤيده وتُشجّعه. تصرفاتها تمنحه الشعور بالأمان. توجيهاتها تعلّمه. أحيانًا كان يعلم القرار الصحيح، لكنّه يحتاج لتأكيد! كان يبحث دومًا عن تلك الهزّة الخفيفة من رأسها، والمصحوبة بغمضة خفيفة لعينيها تعني «أنت على صواب» فينطلق في عمله بثقةٍ طالما أنّها وافقته الرأي. كانت تفهمه جيّدًا. هي أكثر منه خبرة ربما لأنها تكبره بعامين.

أن تُطلّ عيوبك كلّها فجأة وتُحدّق فيك فتخجل من نفسك وتنكمش بضآلة, فيتضعضع كبرياؤك وتنهار، ثُمّ يأتيك صديق مخلص فيقف بجوارك ويثني عليك في لحظة احتقارك لذاتك ويمدّ لك يده. أن تعلم أنّ البصيرة الموفقة قد يُرزقها آخرون أبسط منك حالًا أو أقلّ عمرًا وتغيب عنك أنت، فتتعلم أن تتواضع لمن حولك، وتتذكّر أنّك من طينٍ لازب، والطين لا يدوم، أما النور فأبدي

كانت كلمات السيّد «سعد» تُسرج في عتمة قلب «أسامة» قناديلًا واحدًا تلو الآخر، تكشّفت بعضُ الحقائق فاطمأنّت نفسه، ثُمّ اتسعت أحداقه وهو يُردد دعاء النوم تلقائيًّا، وكأنّه يتلوه لأوّل مرّة في حياته:

‫ –  «باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».

‫ –  « اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».. تقبض الأرواح عند نيام النائم، فتقبض روحه في منامه، فتلقى الأرواح بعضها بعضًا: أرواح الموتى وأرواح النيام، فتلتقي فتساءل بعضها البعض عن أحوال البشر. فيخلي الله سبحانه عن أرواح الأحياء، فترجع إلى أجسادها، وتريد الأخرى أن ترجع، فيحبس الله التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى بقية آجالها .

نفحات السعادة التي ستمنحها للآخرين سترتدّ إليك بعد حين، قد يكون الحصول على السعادة أمر صعب، لكنّ منحها لمن حولنا أيسر بكثير.

حياتنا كلّها معارك، وكلّنا محاربون، نحارب أحيانًا أفكارنا الشاّذة، ونحارب أنفسنا عندما نضل، ونحارب شهواتنا عندما نتوب ونعود لخالقنا، ونصارع الأنانية فينا، نحارب الحقد وتلك النفس المتقلبة التي تجرنا أحيانا إلى الشر وتسقطنا في الفتنة، نحارب حتى ننطق بالحق والصدق، ونحارب من أجل الحبّ… كلنا محاربون.

واقتبس شيئًا من عينيها ليسترد شيئا من إرادته

ترك العنان لروحه لتحلّق فوق جسده فروضته وارتقت به نحو الجنان، كان يحبّها، ويعشقها، لكنه يخشى من نفسه، ويخشى عليها من نفسه

ربّما لصدقه حفظها الله له، وربّما لنقائها أصلحه الله لها!

وكما أنني حفظت قلبي من أجلها سيحفظها الله من أجلي.

وأنار كلّ شيء بنور الله، صفحة من ليل بهيم ولّت تطوي ذنوبًا غسلتها دموع التائبين، نسمات الهواء تهمس شكرًا لله على ستره للخاطئين، فهو لم يفضحهم ولم ينزع الغطاء عنهم لأنه أراد أن يمهلهم ليتوبوا.

سبحانك سبحانك، ما أضيق الطرق على من لم تكن دليله!

تلك النظرة التي تقرئين فيها انكسار من أمامك، ذاك الشحوب الذي يكسو وجه من يتوقفون عن فعل الخطأ فيبدون وكأنهم يتعافون من مرض، الضعف الذي يصابون به، الهوان الحلو بعد التوبة، ذاك الضوء الشاحب الذي يحلّ شيئًا فشيئًا في وجه من يعود للصواب

لن يخذلني ربي… حاشاه أن يرد قلبًا باليقين ناجاه.