اقتباسات إليف شافاق

جرعةُ التَّشاؤم في حدِّ ذاتها ليست بالضرورة مُضرَّة؛ فهي تجعل العقل يقظًا وأكثر وعيًا بما يدور حوله في كلِّ مكان. لكنَّ التشاؤم الزَّائد يُثقل القلب، ويستنزف طاقتنا ودافعيَّتنا. التشاؤم ينهكنا على المستوى العاطفيِّ والجسديّ

❞ عدم احترام الاختلافات، وفرضَ أفكار المرء على غيره، يرقيان إلى عدم احترام النظام المقدّس الذي أبدعه الله ❝

❞ كيف تترابط الأشياء والناس في هذا الكون. فنحن لسنا مئات أو آلاف الأشياء المختلفة، بل كلّنا واحد. ❝

❞ صدِّقي أو لا تصدِّقي، في يوم من الأيَّام، طرق سمعي صوتُ فتاة تتذمَّر وتشكو أمرها إلى أبيها لأنَّ متجر التسوُّق لا تتوافر فيه مجموعتُها المفضَّلة من الكرز. أعني، أنَّ العالم يغلي ويفور، فجدار برلين انهار، وأنت تتكلَّمين على الكرز. ❝

❞ فأدَّت بيري دور المترجمة لمساعدتها، وإن كانت ترجمتها بتصرُّف، تخفِّف وطأة الكلمات، وتُعيد صياغة العبارات، وتحذف، عند الضرورة، كلَّ ما من شأنه أن يخدش سمع والدتها. ❝

❞ فأدَّت بيري دور المترجمة لمساعدتها، وإن كانت ترجمتها بتصرُّف، تخفِّف وطأة الكلمات، وتُعيد صياغة العبارات، وتحذف، عند الضرورة، كلَّ ما من شأنه أن يخدش سمع والدتها. ❝

❞ هناك لحظات في الحياة ينبغي لكلِّ واحدٍ فيها أن يصبح مقاتلاً بشكلٍ أو بآخر. إنْ كنتَ شاعرًا، تقاتل بكلامك، وإنْ كنتَ فنَّانًا، تقاتل بلوحاتك ❝

❞ سألت امرأة تُدير مكتبًا للعلاقات العامَّة، صُفِّف شعرها في هيئة تسريحة بومبادور، إذ يُرفَع فيها الشعر عاليًا فوق الجبين ويُثبَّت بدبوس كبير على هيئة خرتيت سرعان ما ذكَّر بيري بسفود كباب، فمنح المرأة مظهرًا خطيرًا ❝

❞ الحكم على وَرَع الآخرين وقياسُه ليسا من مسؤوليّتنا. ❝

❞ لأنّك ترغب في الحصول على استحسان الآخرين، فإنّك لن تنجو من نقدهم على الرّغم من الجهد الكبير الذي تبذله. ❝

❞ تغيَّر لون إشارة المرور إلى الأخضر، وكانت السيَّارات خلفهما قد بدأت قبل ثوان، وليس بعدها، تُطلق أبواقها، فما كان من منصور إلَّا أن ضغط على دوَّاسة البنزين وتمتم في نفسه: كيف انتظر هؤلاء الحمقى في أرحام أمّهاتهم؟ ❝

لدينا كلُّ ما يلزم من أدواتٍ لكي نعيد بناء مجتمعاتنا، ونقوِّم طرقنا في التَّفكير، ونحلَّ مشكلات التفاوت، ونُنهي التمييز ضدَّ الآخرين، ونختار الحِكمة الصادقة بدلًا من قصاصات المعلومات المغلوطة، والتعاطف بدلًا من الكراهية، والإنسانيَّة بدلًا من القَبَليَّة، غير أنَّنا لا نملك الوقت أو المساحة لارتكاب الأخطاء في الوقت الذي يضيع فيه كوكبنا من بين أيدينا.

وأنَّ التقدُّم ليس مضمونًا ولا مطَّردًا. م

المعرفة تتطلَّب قراءةً، وكتبًا، وتحليلاتٍ معمَّقة، وصحافةً استقصائيَّة. ولا ينبغي هنا أن نغفل الحكمة، تلك التي تربط بين العقل والقلب، وتفعِّل الذكاء العاطفيّ، وتزيد من التعاطف مع الآخرين. لهذا السَّبب نحتاج إلى القصص، ومن يسردون القصص.

فائضٌ من المعلومات، وقليلٌ من المعرفة، وقدرٌ ضئيلٌ من الحكمة. ولا بدَّ من أن نغيِّر هذه المعادلة؛ فنحن بالتأكيد أحوج ما نكون إلى معلوماتٍ أقلّ، ومعرفةٍ أكثر، وقدرٍ أكبر بكثيرٍ من الحكمة.

حين نُصبح لا مبالين، ومقسَّمين، ومنفصلين عن بعضنا بعضًا. حين لا نهتمُّ بالآخرين لفرط انشغالنا بأنفسنا، فلا نهتمُّ ولا يرفُّ لنا جفنٌ لآلام الآخرين. هذه هي العاطفة الأخطر: غياب العاطفة.

ولكي نستطيع الإجابة عن هذا السُّؤال الراهن، ينبغي علينا أوَّلًا أن نفهم كيف يعمل تبلُّد المشاعر. إنَّ التَّدمير الشَّامل لا يبدأ في معسكرات التَّعذيب أو أفران الغاز، ولا يبدأ بوضع علاماتٍ على أبواب الجيران لأنَّهم «مختلفون» (أو بسَنِّ قوانين تفرض على الأقليَّات أن يحملوا علاماتٍ معيَّنةً أو يرتدوا ملابس معيَّنة). التمييز يبدأ دومًا بالكلمات. يبدأ باللّغة.

‫ تبلُّد المشاعر قد يكون عاطفةً خامدة، لكنَّه قد يكون أكثر العواطف ضررًا. ومثلما أنَّ اللَّون الأبيض مزيجٌ من جميع الألوان، فتبلُّد المشاعر مزيجٌ من عواطف عديدة: القلق، والخذلان، والحيرة، والإنهاك، والاستياء… فإنْ مزجتَ هذه العواطف مزجًا سريعًا قويًّا سينتهي بك الأمر إلى شللٍ متغلغل، ونقصٍ في المشاعر. ضَرْبٌ من الخَدَر.

لقد أصبحتُ أؤمن الآن في هذا العالم المتحوِّل الذي لا يمكن التنبُّؤ به أنَّه لا بأس أبدًا في أن تشعر بأنَّك لستَ على ما يرام. لا مشكلة على الإطلاق في ألَّا تشعر بأنَّك بخير. والحقُّ إنَّك إنْ لم تشعر من وقتٍ إلى آخر بطوفانٍ من القلق والحيرة والإحباط والإنهاك، أو الغضب الشديد، فلعلَّك لا تدري بما يحدث من حولك، هنا وهناك وفي كلِّ مكان. لديْنا أسبابٌ مشروعةٌ للقنوط

والفرص التي لا يزداد وضوحُها إلَّا في غيابها»