اقتباسات رشا سمير

«ابحث عن نفسك يا يحيى.. ابحث عن يحيى.. لا تتوقف عند ما خسرت ولكن توقف عند ما تستطيع كسبه.. انسَ آلامك وعد إلى أحلامك.. اترك الغيب لصاحبه واصنع من الواقع فارقا حقيقيا في حياة الآخرين.. عُد إلى يحيى».

للنساء ألف وجه وألف سحر وألف اسم.. وباب واحد.. هو باب القلب.

كان زوجي أميًّا.. أميًّا لا يقرأ المشاعر ولا يكتب أحرف الحُب..

أهذه كل حقوق المرأة لدى زوجها.. المأكل والمسكن والمشرب.. إنه نفس ما يوفره لبهائمه في الحظيرة المجاورة للمنزل.. فما الفرق إذن؟

النساء الحرائر فقط يستطعن أن يمنحن أوطانهن الحرية، ووطني لن يتحرر طالما بقيت فيه نساء يرتدين أصفاد الرجال وليس شادورهن..

فضاعت الحقيقة وسط الوهم.. وجثمت السياسة على سماحة الدين فأربكت عقائد البشر..

علمتني الحياة أنه حين تخلو الحياة من العشق تخبو كل الأحاسيس الأخرى وتتبدل كل المعاني بمعنى واحد هو الخواء. ‫

لقد قرر أن يكافئني على انصياعي لأوامره، تلك الأوامر التي اعتبرها هو فوزًا، واعتبرتها أنا هزيمة.

فهو قد فاز بجندي مطيع وزاد أتباعه تابعًا مخلصًا إستطاع أن يسحره بأفكاره وقضيته..

وأنا قد أصبحت إنسانًا مهزومًا مسكونًا بصورة الرجل الذي أسقطه نصل سلاحي على الأرض مضرجًا في دمائه..

إنه عشق يسكن نفس كل امرأة وغرام يولد في أركان نفسها في ذات اللحظة التي تمتد فيها يدها وتلمس الحُلم الذي ظل شهورا يتكور وينتفخ بداخلها ثم يُصبح فجأة دما ولحما. ‫ منحني الله ولدا. قطعة مني قُدر لها أن ترى النور..

ما أجمله.. إن سر الكون كله في تلك اللحظات دون جدال..

مرت اللحظات مثل الدهر الثقيل وانتهت في لحظة واحدة، هي تلك اللحظة التي أعطتني طفلًا جميل المُحيا..

لن أنسى طالما حييت تلك اللحظة الفارقة التي منحتني الأمومة الحقيقية وأنا مازلت بعد ألهو في رداء الطفولة...

ارتميت في حضن أمي فشعرت فجأة وكأن دفء أشعة شمس الربيع قد بدأ يتسلل إلى برودة أطرافي ويُذيب جليد مشاعري الذي احتل مسامي منذ الأمس..

تعودت أن الأحاسيس خشنة الملمس هي أحاسيس الرجال وأحاسيس النساء لها ملمس آخر. ملمس ضعيف. ملمس مخملي. ‫ وآه. فكم تمنيت أن أمد يدي لأتحسس ملمس مشاعرهن وأذوب في خيوطه الحريرية. ‫ ولكن كيف؟ والرجال مشاعرهم مصنوعة من حجر خلاياه لا تُجيد الحس.

تعودت أن أحب في صمت وأكره في صمت وأحزن في صمت..

تعودت أن المشاعر للنساء.. وكم تمنيت أن أكون أنثى حتى يكون لي حق الصراخ والعويل..

فالرجال لا يبكون.. هكذا تعلمنا في طفولتنا..

فلطالما أوصدت الباب على آلامي وتعودت أن أنحني سريعًا لألملم الدموع من حدقتي قبل أن تسقط لتبلل مشاعري حتى أظل رجلًا..

لم تكن أحلامي سوى أحلام شاب بسيط ربما كان متوهمًا في الحياة أن تُخلص له أكثر من اللازم، ولم يكن يعلم أن قسوة الحياة تُعاند ولا تساند أبدًا..

طالما حلمت ببيتٍ صغير، وفتاة أُسكنها ضلوعي وأنام بين جفونها، أهرع بعد يومٍ شاقٍّ إلى حضنها فتستقبلني بدفء الأنثى لأرتاح في واحتها..

قلتُ للعشق ذات ليلة: اصدقني القول، مَن أنت؟

قال: أنا الحياة الباقية، وأنا العمر المتكرر.

‫جلال الدين الرومي

أحيانًا نحن إلى الماضي، حين نبتعد عنه قليلًا، ودائمًا ما تُذكرنا رائحة المكان وطعم الأشياء بذكرى، كنا جزءًا منها وابتعدنا عنها، فنشتاق إليها..

للغربة ألف ثمن.. وألف ضريبة وألف وجه، الغربة تمنحنا مقعدًا من ذهب في أماكن حلمنا بها.. وتسلبنا كل شيء في المقابل، تسلبنا أعمارنا وملامحنا..

⁠‫تسلبنا دفء الأهل وضحكات الأصدقاء ورائحة الأماكن القديمة.. الغربة هي صمت الحنين وغياب الأصدقاء وقسوة الفراق

الهموم التي تظل للأبد مدفونة في أعماق كل شخص يرسم ابتسامة على وجهه..