للموتى عالم خاص، برزخ تتلاقى فيه أرواحهم، تهيم تدبرا، تأملا، وإن رفعت الأقلام وجفت الصحف.

تتلاقى أرواح ثلاثة في مشهد مهيب، في انتظار إقامة صلاة الجنازة على ثلاثتهم، فيتم التعارف، وتسرد القصص والسير.

يقدم الأستاذ محمد يوسف الغرباوي في عمله الأحدث عملا هادئا وإن لم يخلو من المفاجأت والتشويق، فبالرغم من أنه ليس عملا بوليسيا، إلا أن ماحمله من قصص واقعية صادمة بدا أغرب من الخيال.

تعمد الكاتب أن تأتي شخصياته من خلفيات اجتماعية مختلفة، عانت ماعانت من مجتمعها الصغير والكبير ولاقت مالاقت حتى كانت النهاية.

فدور المجتمع الذي نعيش فيه والتغيرات الفاصلة التي طرأت عليه لم ينفصل عن العمل وشخصياته، وبما أنه عملا واقعيا من الدرجة الأولى، وجب الإشارة لحجم هذا التأثير المجتمعي على الشخصيات الثلاثة.

كما أن للعمل بعدا فلسفيا ونفسيا عميقا وصريحا يوجب على القارئ التوقف قليلا، ليتدبر، ليفكر، ليعيد النظر في الكثير من الأمور.

استخدم الكاتب اللغة العربية الفصحى سردا، أما أغلب الحوار فكان بالعامية المصرية، في تناسق بديع سلس جعله عملا هادئا ممتعا، مهما كان واقعيا أو قاسيا.

وانتهت الرواية بانتهاء ثلاثتهم من السرد، الاعتراف، والندم إن لزم الأمر، لتقام الصلاة

ويُشيع كل جثمان لمثواه الأخير ...