سماء بلون اللافندر
مجموعة قصصية جديدة للكاتبة هدى عبد الحليم، تضم خمس حكايات تدور كل واحدة منها حول لون محدّد: الأبيض، الأسود، الرمادي، الأخضر، واللافندر. يتحوّل اللون في كل قصة إلى محور رمزي يوجّه نبرة السرد ويشكّل خلفيته العاطفية.
لغة الكاتبة سهلة وواضحة، جملها قصيرة ومتوازنة، وأسلوبها غير مباشر كعادتها، يحتاج إلى بعض التركيز لكنه يخدم الرمزية الكامنة في النصوص ويعزز تأثيرها.
القصص تنتمي بوضوح إلى الأدب النفسي والاجتماعي، ويغلب عليها طابع الحزن والمعاناة؛ حتى القصة البيضاء كان رمزها الأوضح هو الكفن!
القصة السوداء تناولت فكرة الظل والإهمال والغيرة من خلال حكاية توأمين، أحدهما محبوب ومدلّل والآخر منسيّ لا يعبأ به أحد.
أما القصة البيضاء، فهي عن امرأة حملت الهم منذ طفولتها وفقدت والديها في ظروف مختلفة.
القصة الرمادية جاءت أطول من اللازم دون مبرر واضح، وكانت — في رأيي — الأضعف في المجموعة، إذ يرمز اللون هنا على الأرجح إلى التردد والضياع والحيرة.
القصة الخضراء — وأراها الأجمل — كُتبت بلغة سلسة وسرد مشوّق، ورغم مسحتها السوداوية، فقد تميزت بخصوصيتها، وإن لم أستطع تحديد دلالة اللون الأخضر فيها بدقة.
أما القصة الأخيرة، اللافاندر، فهي عن الأمل والتجدد والانفراج بعد الضيق، وهي الأقل سوداوية، مما جعلها ختامًا موفقًا للمجموعة.
الحكايات تتراوح بين القصة القصيرة والمتوسطة الطول، وتُظهر حسّ الكاتبة الدقيق في التقاط التفاصيل النفسية والإنسانية.
قرأت المجموعة على منصة أبجد.
#فريديات