رحلة بوليسية مشحونة بالغموض والتشويق، حيث تبني الكاتبة حبكة متقنة تُبقي القارئ متيقظًا حتى آخر صفحة، في محاولة دائمة لتفكيك شبكة معقدة من الأسرار والدوافع المتداخلة.

السرد قوي وسلس حيث تمزج الكاتبة بين الفصحى والحوارات الطبيعية، ما يجعل النص قريبًا من الواقع دون أن يفقد رصانته، كما إنها اعتمدت على أسلوب العودة إلى الماضي لكشف طبقات خفية في شخصياتها وأحداثها.

أكثر ما أعجبني هو رسم الشخصيات بواقعية وعمق، بحيث يبدو كل فرد محاطًا بمساحة من الشك والالتباس، لكن شخصية نسرين تظل الأكثر لفتًا للانتباه فهي صديقة متفانية تكرّس نفسها لإثبات براءة صاحبتها، وتتمتع بذكاء لافت في استنباط الأدلة وفهم خيوط الأحداث.

الرواية بالفعل لغز بوليسي لكنها أيضًا رحلة في النفس البشرية وسقطاتها وذلاتها، حيث تتقاطع الطموحات والمخاوف والعلاقات الإنسانية في إطار من الإثارة والتشويق..

الرواية تجربة ممتعة لمحبي هذا النوع الأدبي، ودليلًا على أن نهى داوود تمتلك قلمًا قادرًا على المنافسة في ساحة الأدب البوليسي العربي.