عهد دميانة > مراجعات رواية عهد دميانة > مراجعة هِپة

عهد دميانة - أسامة عبد الرءوف الشاذلي, جمال عبد الناصر, خالد عبد السلام
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"بسم الله إله الكون" وبعدُ، فهذا ما أنشأه الكاتبُ (يوسف بن صدقة القيسراني)، إلى ابنته (دميانة بنت يوستينا). أكتب إليك يا بُنيتي وأنا أبحث عن أخٍ لكِ فقدتُه، ولا أعلم إن كنتُ سأعود بعدها أم لا. ولكني رأيتُ أن أُحدثك بما سعيتُ له وأدركته، وما تمنيتُه ولم أدرِكْه، وليكن هذا عهدي لكِ يا (دميانة). سعيتُ لأن أكون إنسانًا يعرف ذاتَه، وقد عرفتُها. بحثت عن جوهري، فأدركتُ أن جوهر الإنسان لا يحدّه جسدٌ، ولا بيتٌ، ولا وطنٌ، ولا دينٌ، ولا مذهب. فحدوده كونٌ يحيط به، ومنتهاهُ إلى خالقٍ أبدعه وأنشأه واختارَ له الأرضَ موطنًا. سعيتُ لأن أرى أثرَ أقدامي على الأرض، فأدركتُ أن الأثرَ في النفوس أبقى وأدوم. فكلُّ أثرٍ على الأرض زائلٌ، وكلُّ أثرٍ في النفْسِ خالدٌ خلودَ الروحِ حتى تعود إلى بارئها. سعيتُ للعيْش فردًا، فأدركتُ أن أجملَ ما في الحياة هو أن تستمرَّ الحياة. ولن تستمرَّ الحياةُ إلا إذا تقاسمتُها مع الآخرين. هذا ما سعيتُ له وأدركتُه. أما ما تمنيتُه يا بُنيتي، ولم أدركْه، فهو العدل. فالعدلُ مُتوَهَّمٌ في هذه الدنيا، وكفَى المرءَ عدلًا أن ينصر مظلومًا، أو يردعَ ظالمًا. أَعهد إليكِ يا بُنيتي بأن تكوني حرةً، حرةً في ذاتِك، وحرةً في دينكِ، وحرةً في زواجكِ.🤍

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق