في حدود ٥٠ عاما في المستقبل، تتبوء مصر منصب متقدم في الصف الأول من التقدم العلمي والاقتصادي، وتكون لها الزعامة في مجال الفضاء، بداية تداعب حلم عودة الأمجاد وتشرح النفس للقراءة.

تبني الرواية على ازدواجية البشر في التعامل مع فكرة وجود كائنات عاقلة أخرى في الكون، فمع كل الجهود المبذولة للاعلان عن وجودنا لأي وجود آخر عاقل محتمل، فإن الخوف من النجاح يسيطر. تبدأ الرواية مع تجهيزات اطلاق مركبة تحمل رسالة ترحيب وتعريف بالأرض والبشر علها تصل لأحد، ولكن يتحول الموقف الى النقيض بمجرد ظهور مركبات فضائية في طريقها للأرض، فيكون رد فعل الدول الكبرى عدائي جدا، وتقرر الهجوم بمجرد وصول المركبات بدون أي محاولة لفهم سبب الزيارة.

مع أن الزيارة تتضح أنها سلمية، بل هي طلب للمساعدة، فإنها تتسبب في أزمة عالمية، تحدث بسبب احياء عداوات كانت كامنة، تقتنص اليابان الفرصة لتحيي حلم الامبراطورية، وتعود لوحشيتها وقسوتها التي ظن الجميع أنها لفظتها بعد ضربة هيروشيما ونجازاكي، لكن يتضح أنها لم تنسى، بل سعت لوضع يدها على تكنولوجيا الفضائيين لتشن حملة إبادة لكامل الشعب الأمريكي ومحوها من الوجود، ولم يكن الانتقام هو حد طموحها، ولكنها تعلن سيطرتها على العالم كافة، وجعل الأرض كلها امبراطورية يابانية.

نحن لا نحتاج الى غزو فضائي ليهددنا، أكبر خطر على البشرية هو البشرية نفسها.

محمد متولي