كانت وصفًا دقيقًا مُفصّلًا للاكتئاب، والغلاف يشرح الفكرة، الاكتئاب فعلًا هو سوادٌ يحيط النفس وتغرق فيه رغم النور الخارجي القوي، كانت كل صفحة تصف الاكتئاب وأثره بدقة، كانت تبيّن حال المجتمع معه ورفض استيعابهم له كمرض قد يُعالَج، هذه الرواية أشبه بتوعية أو بطبطبة لمن يعيش ذلك الشعور (أن وجعك مفهوم وأنت مسموع)، المشاعر التي غمرتني وأنا أقرأ حنونة، ليس لأن حال الشخصية كان سعيدًا ولكن تأملتُ كم من شخص مُكتئب سيجد نفسه بين السطور قد عبّر شخص آخر عما في داخله.

أعجبتني فكرتين في الرواية أود الإشارة إليهما؛ الأولى: أن مدة العلاقة لا علاقة لها بفهمك، قد تتعرف على شخص من مدة قريبة يفهمك فهمًا عميقًا حتى أكثر من نفسك أكثر بكثير من ذلك الذي قضيتَ عمرك كله برفقته. والثانية: أنه ليس كل من يعاني من الاكتئاب ينجو، وهذا أقسى شيء.

هذا الكتاب كتوعية وطبطبة جميل جدًّا وشرح حال المُكتئب بشكل واضح في كل أيامه وبنظرته ومشاعره وتخبطه، فأعجبني

ولكن حين ننظر لها كرواية فهناك بعض الملاحظات على الأحداث وما آلت إليه، لكن عامةً هو كتاب خفيف، أعجبني فيه قصر فصوله، كتاب تنهيه في جلسة، لمن يحاول العودة للقراءة بعد انقطاع.