مع مرتبة الشرف

للكاتب عمرو حسين

انتهيت من قراءة  رواية مع مرتبة الشرف  للكاتب عمرو حسين وكالعادة لم يخذلنى الكاتب الذى تعرفت على قلمه من خلال تاهيتى والديناصور وخارج نطاق الخدمة

تحدث الكاتب فيها عن وليد ابو المكارم الذى نشأ فى عائلة جميع افرادها اطباء ولكنه اختار ان يشذ عن القاعدة ليختار دراسة الهندسة لشغفه بالارقام والحسابات وخوفه من الدماء والمرض واسرها فى نفسه ليفاجئ عائلته برغبته ويغير استمارة التنسيق لتكون اول خطوة فى تحقيق هدفه وحلمه مع وعده لابيه وامه ان يستمر فى الدراسة والبحث ليحصل على لقب استلذ دكتور بل ليصبح عميد جامعة القاهرة هذا الصرح العلمى الذى تبجله عائلته

استطاع الكاتب ان يصف بكل صدق حياة طالب علم مجتهد وما يقابله من صعوبات مادية ونفسية وحياتية وما يعانى منه الباحث فى بلدنا فى مقتبل حياته من حيرة فى الاختيار بين البحث العلمى الذى يستنزف الجهد والمال وسوق العمل الذى سبقه اليه العديد من اقرانه وحققوا مكاسب مادية لا بأس بها ورغبته ايضا فى الاستقرار العاطفى وبناء اسرة وما يستلزمه ذلك من مصاريف زواج وتجهيزات بيت

كل هذا مطالب به باحث ومعيد حديث التخرج لايتفاضى الا مرتب لا يكفى المواصلات

عرض الكاتب روايته بطريقة صادقة وعبقرية باسلوب فى منتهى السلاسة

ما اعجبنى فى عرض الشخصيات هو البعد عن المثالية المطلقة فى ابطال الرواية فليس كل ناجح سوبر هيرو وليس كل المحبين بلا اخطاء او انانية وليس كل من يصر على طريق لا يصيبه احيانا اليأس والتردد   وليس كل الآباء متفهمين انما الجميع بشر  يخطئ ويصيب ،يحقق اهداف ويفشل فى تحقيق اهداف اخرى يكون ضحية احيانا ويكون جانى فى احيان اخرى

ولكن العبرة هو استمرارية المعافرة  مع الحياة وتعديل المسارات  بما يتناسب مع الفهم والخبرات المتراكمة للشخص ذاته

عبقرية الكاتب من وجهة نظرى هو عرض مشكلات مجتمعية تحدث يوميا لاشخاص عادين نقابلهم فى حياتنا او قد نكون مررنا ببعض تجاربهم بمنتهى العمق والبساطة فى آن واحد

رواية جميلة جدا قراتها بشغف شديد واستمتعت بقراءتها جدا

دمت مبدعا سيدى الفاضل

والف شكر لمسابقات وهبان اللتى بتشجعنا على قراءة اعمال مميزة وتسمح لنا بمشاركة القراءة لرواية مع قراء اعزاء لهم نفس شغف القراءة و الاستماع الى آرائهم ورؤيتهم للرواية  

#مسابقات_ريفيوهات_مكتبة_وهبان