اسم الرواية: جريمة حياة

اسم الكاتب : شرين شحاتة

دار النشر: دار اكتب للنشر والتوزيع

عدد الصفحات:453

القراءة إلكترونية على أبجد

قرأت للكاتبة قبل ذلك، رواية الفتاة الوحيدة يمكن أن تحب .

مقدمة

الحياة مهما اختلفنا فهي دنيا مليئة بالمآسي ، و لك أن تأخذ القرار أما أن تستسلم أو تواجه و تتحدى الصعاب. إن وراء كل باب مغلق حكاية تختلف عن الأخرى و لكن يشتركوا جميعا فى وجود شئ منغص للحياة فلا يغرك أن كان الباب من ذهب أو من خشب ، فالكل يعاني فى هذه الحياة .

عن الرواية

عمارة الوجهاء أم عمارة الحزن و الهم . رواية عن الابواب المغلقة على ساكنيها و كل منهم له قصة ظاهرها الغنى و السعادة و حقيقتها الالم و الحزن .

السيدة العجوز ، نعم لم تعد تحتاج إلى لقب الأستاذة الجامعية فقد كبرت فى السن و تحتاج إلى رعاية بنتها الوحيدة .و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن .عندما تأخذ الأم قرار بالنيابة عن ابنتها و تشعر الفتاة بأنها ظلمت فقد تنكسر اقوى العلاقات .

عندما تربى و تري ابنتك تنجح و تتفوق ، يمتلئ القلب بالفرحة ولكن هل يحق للابنه أن تاخذ قرار مصيرى حتى لو ضد راي الام الذي تعبت ، أم يجب على الأم المسنة أن تحاول الانصات لقرارات ابنتها لعلها صحيحة ، عندما يتعارض الرأي مع الأهل الذين يرون أنهم قدموا حياتهم ، الأمر شائك و القرار صعب فعلا و الالم الناتج سيجنيه الجميع .

و لكن أن اخطأ الأهل فهل يحق للأبناء الانشغال التام عمن ضيعوا حياتهم ليكون لهم حياة .

*** هلا وجدت وقت للاهتمام بالاصدقاء و نسيت الأهل ، اعترف أن الآباء والأمهات قد يأخذوا قرارات خاطئة تؤذي الأبناء نفسيا و معنويا و ماديا أيضا و لكن الا نلتمس لهم العذر مع كبر سنهم .

و ننتقل من بيت الأستاذة الجامعية إلى البيت المتواضع الوحيد ،بيت البواب ، الأم الضعيفة الذي لا حول لها و لا قوة ،و الأب الذي لا يعرف فى الحياة إلا الأوامر ، فقرارات الأب قد تكون قاتلة، فقد زوج بناته صغار للتخلص من لقمتهم و عندما احتاجته ابنته بعدما تزوجت و أنجبت كان وغد كعادته فخسر ابنته و زوجته إلى الأبد .

و من نطفته شابين متناقضين أحدهما ياسين ،لديه الامل و الاحترام و لكن يخيي غضبة أبيه و الآخر ربيع ، ساخط على الحياة فالاب متحكم و متخاذل و هو حاقد و حاسد و النتيجة ستكون دماره لطمعه فيما بين يد الآخرين .

***ليس عيبا أن يكون الأب رجل بسيط و مهنته بسيطة و لكن أن يبيع بناته و أن يشعر الذكور بأنهم مجرد أدوات فى يده يحركها و لا يريد أن ترتفع و تكبر لتبنى مستقبل لنفسها لعلها تحقق ما لم يستطع تحقيقه ، يالها من حياة بائسة إن لم تستطع أن تحاول لعلك تنجح و ترفع اسرتك من خندق وضعتهم فيه و لك يا ربيع أن تحاول دون النظر لغيرك فأنت لا تعلم ما يمروا به قد يكون معهم المال و لكن فقدوا ما هو اعز منه ، يالك من شخص لا يري الا ما فى يد الآخرين ، هل تعتقد أن المال يشترى السعادة ؟ كانت اشترت دكتورة نهال لها و لابنها السعادة.

السيد الطفل

وليد ،طفل لأبوين منفصلين و يا لسخرية القدر كل من ربيع ووليد يحسد الآخر عما فى يده و يفتقده الآخر ، وليد يحتاج إلى الحب و الحنان الذي افتقدهم مع انسحاب أبيه من حياته و أمه الحزينة المتعجلة دائما التى لا تحاول احتوائه كما تحاول ام ربيع . ما اتعسك ايها السيد الصغير يمتلئ قلبك باحتياجات أساسية من حقك ، فكيف لأبيك أن يهجرك؟ له الحق في اختيار حياته و لكن لما أنجبك طالما سيتنازل عنك بهذه السهولة.

قبعة الموت

وحيد يالك من ضحية لمن يدعى أنه يحب امك ، انت ابن منير و ليلى مريضة القلب التى أرادت أن تصبح ام فولدت يتيم. افتقر ابوك اى معنى للأبوة نعم هي زوجته و لكن من يمتلك روحهها ، يالك من زوج غادر فقد فقدت حياتها لتعطيك هدية اغلى من حياتها ففرطت فيها و زهدتها فخسرت حياتها مرتين عندما انجبته و عندما أهملته و ملأت قلب وليدها وحيدها بالحزن و الاحساس بذنب لم يقترفه ، الا تعلم أن الاعمار بيد خالقها فقط . و لهذه القصة جوانب كثيرة ، فعندما يتربى الإنسان على تحمل ما ليس بذنبه و يقابله صديق سوء تكون النهايه سيئة و لكن إن أراد الله اللطف سيتغير من حولك لتنجو.

بكاء سر

انجي ، فقدت أخاكي و فقدت أمك ماجدة فلذة قلبها الا ترحمى ضعفها و حزنها على فقيدها و هل ستواجهين سرك ام ستظلين ضحيته تعيشين فى خوف و حزن ؟ هل ستكونين سند لها ؟ ام ستكملى دورة الحزن فى قلبها ، هل ستكون فتاة قوية تعترف باصعب اعتراف يدمى القلب و كيف للام أن تتحمل و كيف ستتفاعل ؟و هل الطبيب النفسي سيستطيع ترميم روحها ؟

رجل غير صالح للحب

سارة ، هل انت قادرة على تحمل رجل عاش حياته يحمل ذنب لم يقترفه و اى ذنب أنه قتل امه ياله من مجتمع ظالم من يجعل طفل ما لم يحتمل ، و لكنك يا سارة كنت أمينة و قوية ، بالك من مغامرة احبك و تضحيتك و لكن الايام هل ستخبئ لك النجاح ام الخزلان ؟

كبسولة كلامية

ياسين و منحة لم يتوقعها من السيدة سميحة (السيدة العجوز ) ليكمل تعليمه .

و هناك تظهر جميلة حبيبة ربيع ، راضية عن حياتها رغم عنها ،لم ترضى أن تعيش تندب حظها. و كانت ترى أن التغيير يأت. بيدك لا بيد غيرك .

طارق صديق السوء ، فعلا اختر الصديق قبل الطريق ، إياك أن تقول انك ستأخذ منه الحسن و تترك له السئ لن تقوى على ذلك مهما حاولت ستضعف فى وقت ما و سيشدك إلى عالمه فإن كان خيرا فخير و إن كان شرا ستجد نفسك مثله .

افكار الرواية

١. الفقر ، له وجهان أولهما هو فقر العقل من يستسلم له و يندب حظه و الآخر من يحاول أن يتخطاه و يصنع مستقبل أفضل بالسعي و التعب .

٢. الأهل و القرارات المصيرية فى حياة الأبناء ، حين يعتبر الأهل نفسهم الحق المطلق و أنهم عندهم العلم وحدهم بحقائق البشر ،فاذا لم تشارك ابنك او بنتك قرارك و اقنعته قد تخسره العمر كله و تندم وقت لا ينفع الندم

٣. الطفل الذي يموت أمه أثناء ولادته ، هذا الطفل يتعرض فى مجتمعنا إلى أبشع انواع الظلم فهو المتهم بقتل حبيبته التى كان يتمنى أن تحضنه فهو الخاسر الاول لفقدها فكيف يلوموه على قدر ليس فى يده .

٤. الزوج الذي فقد زوجته اثناء الولاده ليست شهامة منك أن تقتل وليدها يوميا و تتهمه بذنب لم يفعله ، هل تعتبر نفسك بطلا بصب غضبك و حزنك عليه ،انت قاتلها و ليس هو .

٥. المطلق ، لك كل الحق فى إنهاء علاقة تراها غير مرضية لك و لكن إياك أن تنسي أن ابنك من صلبك ليس له ذنب فكيف تطلقه مع أمه ،كيف تجعله يتيما فى حياتك ، ألم تشتاق لحضنه أم أنك تريد الحرية بعيدا عنه لما تزوجت إذن .

٦. الطفل هو ضحية الانفصال بين الوالدين و غالبا تحاول الام أن تمحو عنه الحزن والفراق عن أبيه أما بنسيانه أو بالقاء اللوم على الاب ككبش فداء لعلاقة لم تنجح .مهما حاولت الام وحدها لن تنجح فالهدايا و المال لن تعوض حضن اب او ام غائب و لكن غياب بموت اهون مائة مرة من غياب برغبة فى الابتعاد و التخلى عن المسئولية.

٧. المرأة جان ام مجنى عليه فى موضوع الطلاق يعتبرها الأبناء هي الشماعة لابد أن تتحمل و تقبل بأى شئ و إلا فهى من تسببت فى فراق أبيهم عنهم ، ألم يسألوا أنفسهم و ما دور الأب الملاك فى كل هذا ،كيف ينساهم و لا يسأل عنهم .

٨. الغيرة و الحقد أسوأ صفات البشر سواء غني ام فقير.

٩. .المخدرات تبدأ بسيجارة و تنتهى ببانجو ثم هيروين فاحذر.

١٠. الصديق ،اختر الصديق قبل الطريق.

ما يؤخذ على الرواية من وجهة نظري ، أن الكاتبة كانت تستعرض قوتها و مهارتها فى اللغة العربية فتأتى بجمل كثيرة فى السرد .فالوصف الكثير الذي تتعمده الكاتبة يجعلنى أتوه عن الأمر المراد قوله فأتشتت.

الخاتمة

أحيانا يمهلنا القدر لنصلح ما أفسدناه و أحيانا لا، فتعلم أن تسرع في الإصلاح فأنت لا تعلم هل سيمنحك القدر منحة ام محنة؟

و أحيانا كثيرة نعذب أنفسنا بأخطاء غير مقصودة و نظل نحملها ما لا تطيق حتى تستسلم للمرض و يا لحظك أن كان لديك من يناصرك و ينشلك من ضياعك ، فلا تتخلى أبدا عن الأمل حتى لا تفقد الحياة .

الاقتباسات

📝❞ ذاك الابن الذي ينتظر ترقية الحياة له من خلال تزويجه تلك التي سوف تكون تحت إمرته، متخلصًا عبر امتلاكه صك الزواج جزء من عبوديته ليسقطها عليها، يترجّل هو بأقدام ديك نفش ريشه ولكن إن نتف ذاك الريش فلن نجد سوى ❝

📝❞ عندما ترتب يومًا ما أوراق ذاكرتك، اجعل داخلها حلم قد حققته، أمل قد اجتهدت من أجل الإمساك به و رؤيته بعين الحقيقة لا بعين الخيال ‏ ❝

📝❞ كان سقوطك جاء ليبرهن لي أن من عاش واهنًا دهرًا من حياته ، حتى لو حضرته القوة لن يجيد استخدامها بل إنها قد تصرعه لأن فولت القوة أعلى من أن يستوعبها قلبه ‏ ❝

📝❞ لا تتخلى أبدًا عن حقك فعندما يعصب المرء عينيه عن حقوقه فلا يسأل غيره أن يراها ، لن يضع أحد شيئًا بين كفيك أنت لم تتصارع عليه و الحياة لا تخضب أكُفها بالحناء للمتكاسلين و المترددين بل و لابد أن ❝

📝❞ إن امتلكت القوة يومًا فلا تتخلي عنها أبدًا و إن فعلت فلا تلومنّ إلا نفسك، نحن يا صغيرتي من نستجلب الضعف ، ونستعذب مساغه ببادئ الأمر حتى يغرقنا بمرارته لا محال ❝