“اغتيال قوت القلوب الدمرداشية – سيدة القصر”

هذا العمل ليس رواية تقليدية، بل هو توثيق بحثي رصين أبدعته الصحفية والباحثة سهير عبد الحميد، متتبعة فيه سيرة قوت القلوب هانم الدمرداشية، تلك السيدة المصرية التي جمعت بين النسب الأرستقراطي والتصوف العميق، وبين الفكر الأدبي والتمرد الاجتماعي الجريء.

جاءت المعالجة عبر مصادر متعددة ومتنوعة، سلّطت الضوء على إسهامات هذه السيدة الفريدة في الحقول الأدبية والاجتماعية، وعلى التحديات التي وقفت في طريقها كامرأة سبقت عصرها، في مجتمع كان – ولا يزال في كثير من جوانبه – محكوماً بثقافة تقليدية تقاوم التغيير.

تناول الكتاب ما سمّته الكاتبة “الاغتيال المعنوي” الذي طال قوت القلوب، من خلال تهميش إنجازاتها وتغييب أثرها عن الذاكرة الثقافية، إضافة إلى “الاغتيال المادي” المأساوي الذي انتهت به حياتها في روما عام 1968.

اللغة في مجملها جاءت بحثية تقريرية، وإن حاولت الكاتبة منحها روحًا سردية قريبة من أجواء الرواية، إلا أنها لم ترقَ إلى التأثير الأدبي الكامل – على الأقل بالنسبة لي كقارئ يبحث عن متعة النص كما عن فائدته. ومع ذلك، لا يمكن إنكار الجهد البحثي الجبار الذي بذلته الكاتبة، لتقدم لنا صورة شبه مكتملة عن هذه الشخصية، من النشأة والتكوين، إلى الحضور المجتمعي، إلى المأساة النهائية.

كما قالت الكاتبة:

“التاريخ ليس فحسب ما يجري على ألسنة المؤرخين وفي طيات دفاترهم من ملاحظات وتحليلات وروايات أو انطباعات، فالتاريخ أيضاً هو ما تسجله لنا فصول الدراما والروايات، خصوصاً تلك التي تُكتب في زمنها وواقعها المعاصر.”

الكتاب متاح على منصة أبجد، وقد استمعت إليه عبر تطبيق “إقرألي”، وأنصح به كل من يهتم بالتاريخ المنسي للنساء العربيات وبأدوارهن التي تم طمسها عمدًا أو نسيانها بمرور الزمن.

#فريديات