رواية خدعة الفلامنجو تأليف نهلة كرم
هذه ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها للكاتبة نهلة كرم، بل هي المرة الثانية، فقد قرأت من قبل روايتها فراش فرويد على ما أذكر.
نهلة كرم تكتب بلا خوف، بلا خجل، بل تستجمع شجاعتها كاملة، وقد وقعتُ في حب هذه الرواية التي تنتمي إلى فئة نسائية، تعالج مشكلات اجتماعية، وتتميز بأسلوبها الخاص، كما تتفرّد بطرح صادق، بعيد عن النفاق، والكذب، والخوف، والتقليد.
اخترت هذه الرواية لأنني كنت أبحث عن شيء مختلف. والحقيقة أنها صادفت أن تتحدث عن علاقة سامة، بحكم كراهيتي للعلاقات الاجتماعية المبنية على النفاق والتظاهر بالمظهر الخارجي.
أحيانًا، العلاقة السامة هي التي تتسبب في حدوث كل المشاكل عبر الشك والكذب واستنزاف الطاقة...
تعمي العلاقات السامة أعيننا باستخدام التسامح والعفو، ولكنها لا تتجاوز، ولا يمكنها أن تستمر إن كانت فاشلة.
كما يُقال: العلاقات البشرية أكثر تعقيدًا، وقد وجدت فيها وصفًا دقيقًا لجميع علاقاتي، سواء مع الأصدقاء أو الأقارب.
ولا تزال العلاقات تفشل حين نقاوم فكرة الحفاظ على استمرارها.
وعليّ أن أتذكر دائمًا أن المركب تتطلب أحيانًا البذل والعطاء والتضحية لإنقاذ علاقة تسقط.
البطلة لا يُذكر لها اسم، لكنها تكتب رسائل بينها وبين "سامر"، حبيبها، وتحكي فيها تفاصيل مشاعرها الداخلية، وأفكارها، وصراعها النفسي والاجتماعي.
لا أنكر أنني وقعتُ في حب هذه الرواية، فلربما تنجح يومًا في إقناعي بتغيير نظرتي نحو البشر، رغم كراهيتي للنفاق والشخصية النرجسية التي وجدتها مُمثلة في معظم الرجال، رغم غضبي من سامر.
ما عاب الرواية من وجهة نظري، ولم يُعجبني فيها، هو وصف بعض الشخصيات باستخدام تشبيهات من عالم الحيوانات.
أؤمن بوجوب احترام البشرية، وعدم التشابه مع الحيوانات، لأن الفرق كبير بين الإنسان والحيوان، مع احترامي الكامل للكاتبة نهلة كرم.
من عيوب الرواية أيضًا – كما أراها – أنها تُقحم وصف الحيوانات الأليفة في العلاقات، بينما أرى أن البشر يختلفون تمامًا عن الحيوان، ولا يمكن التشابه أو الربط بينهما.
لكن لا أنكر أنني تعلمتُ معلومات كثيرة عن الحيوانات، واكتشفت أشياء جديدة لأول مرة، وقد تتسع ثقافتي ووعيي في عالم الحيوان.
كرهت سامر، الذي يُجسد كل صفات العلاقة السامة، بعلاقته مع بطلة الرواية – تلك التي لم يُذكر اسمها – وقد كُتبت الرواية على هيئة أدب الرسائل.
أما شخصية عمرو، فقد وجدته ذكيًا، مميزًا، ذو صدق واضح، وكأنه مرآة للبطلة، يقرؤها جيدًا، ويثق فيها، دون أن يعرف اسمها.
سردت له كل ما بداخلها، من مشاكل داخلية وغضبها تجاه سامر، حتى ظهرت نقطة التقاء، جمعت فيها كل أفعال سامر، وغيرته الشديدة.
هذه الرواية مدهشة، تكشف الكثير والكثير عن صورة العلاقة السامة، والتصرفات المؤلمة، والتغيرات الهرمونية، والإحساس الداخلي، والصراع النفسي والاجتماعي.
المشاعر المتناقضة التي تجسّدت في الغضب، وإهانة الكرامة، والانفصال، والغيرة، والغيظ، تجمعت كلها في علاقة بطلة الرواية، لكنها تأخرت كثيرًا في إدراك ذلك، حتى بلغت المراحل الأخيرة...
الإنكار، والخوف من الفقد، من أكثر المشكلات التي تُصاحبنا بعد الانفصال.
وكم أدهشتني شخصية "سامر" الشريرة، الذي استغلّ البطلة، ثم تخلّى عنها، مستعرضًا قوته أمام الآخرين.
نهايتها مفتوحة، تنطوي على التقبّل، والألم، والتصالح مع الذات، والتقدّم إلى الأمام، وإغلاق الصفحات، والبحث عن الإجابات بداخلنا، ومواجهة كل ما في داخلنا، وتعلّمه، وعيشه، ومسامحة أنفسنا، ثم الختم والنهاية المدهشة.
أعجبني اقتباس في الرواية، عبّر عن حياتي.
وربما يكون الأقرب إلى حقيقتي، إلى الحب الضائع، والخوف، والعلاقات الفاشلة…
❞ «أنا لا أستحق الحب، لا أستحق أن يأتي أي شخص من أجلي، أنا أسير بشكل سيئ، طريقة كلامي سيئة، أنا سيئة، خسرت حبًا لا يعوض». ❝
اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:****
#أبجد
#خدعة_الفلامنجو
#نهلة_كرم