#انتروبوفاجيا
⭐⭐⭐⭐⭐
لمن يريد أن يرى إلى أين يمكن أن يذهب الإنسان إذا سُلب منه كل شيء.
رحلة إلى قلب المجاعة… "انتروبوفاجيا" ليست روايةً سهلة، ولا تمنح قارئها فرصة للراحة.
إنها عملٌ يلتهمك كما التهم الجوعُ أهلَ مصر زمن الشدة المستنصرية.
هنا، لا مكان للزخرفة، ولا حاجة للبطولة.
بل حكاية عن بشرٍ سحقهم الجوع، الرعب في هذه الرواية لا يأتي من الدم، بل من البرودة التي تسكن القلوب، من انهيار المعايير، من لحظة يضطر فيها الإنسان أن يختار بين الجوع… أو أن يأكل أخاه.
✒️ لغة الكاتب هي إحدى نقاط القوة اللافتة في الرواية: عربية فصحى، قوية، دون استعراض أو تصنّع.
الأسلوب بسيط، لكنه نافذ، ينحت المعنى دون أن يضيع في الزخرفة.
📚 أما التوثيق التاريخي، فكان لافتًا ومتينًا.
من يقرأ الرواية يشعر بأن الكاتب لم يكتبها من خياله فقط، بل غاص في الكتب والمصادر، وعاد محمّلًا بتاريخ موجِع، صاغه بأسلوب أقرب إلى النبض منه إلى الورق.
الجهد المبذول في بناء هذا العالم القاتم حاضر في كل تفصيل، من الأسماء وحتى خرائب المدن.
هذه ليست رواية للترفيه، بل تجربة ثقيلة، صادمة، قد تترك في روحك أثرًا باقٍ.
ولعلها واحدة من أصدق ما كُتب في الأدب العربي عن الرعب الإنساني، لا الخيالي.
📌تتجاوز "انتروبوفاجيا" سرد المجاعة لتكشف عن انهيار أعمق في الروح والضمير، حيث يصبح أكل الإنسان لأخيه رمزًا لانحلال الحضارة وتفكك القيم، وسط غياب للسلطة والرحمة.
الرواية هي مرآة قاتمة تعكس هشاشة الإنسان حين يُحاصر بالجوع والقسوة، وتدعونا للتأمل في حدود ما يمكن أن يصل إليه الإنسان حين تُسلب منه إنسانيته.