فرانكنشتاين أو بروميثيوس هذا العصر > مراجعات رواية فرانكنشتاين أو بروميثيوس هذا العصر > مراجعة كالي كو

فرانكنشتاين أو بروميثيوس هذا العصر - ماري شيلي, هشام فهمي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

📚 تقييم لرواية “فرانكنشتاين” مع قراءة نقدية ثقافية:

مقدمة:

رواية “فرانكنشتاين؛ أو بروميثيوس العصر الحديث”، التي كتبتها ماري شيلي، تعد من أولى وأهم روايات الخيال العلمي في الأدب الغربي. تحكي القصة عن فيكتور فرانكنشتاين، العالم السويسري الشاب الذي يصنع كائناً حياً من أجزاء جثث، ثم يهرب منه بعد أن يرفضه المجتمع وتطارده المآسي.

ورغم غنى الرواية بالمواضيع الفلسفية، كالخلق والمسؤولية والهوية، إلا أنها لا تخلو من خلفية ثقافية تعكس تحيّزات الكاتبة أو مجتمعها في ذلك الوقت، خاصة فيما يتعلق بالديانات والثقافات “غير الغربية”.

✍️ صفية المسلمة: صورة نمطية وتحامل مستتر

من الشخصيات الجانبية في الرواية، تظهر صفية، وهي امرأة مسلمة عربية. تُذكر صفية في قصة الوحش عندما يروي قصته الذاتية، إذ كان يتعلم اللغة من خلال متابعته لعائلة فرنسية فقيرة لاجئة.

صفية توصف بأنها امرأة جميلة، متعلمة، وذات طبع رقيق، ومع ذلك فإن شيلي تُظهر ثقافتها الإسلامية وكأنها “عائق” أو “دونية” مقارنة بالثقافة الأوروبية. يتم تصوير تعليمها ولطفها كـ”فضل” من الغرب، لا كنتيجة طبيعية لحضارتها. حتى زواجها من رجل مسيحي (والد فليكس) يُصوّر كما لو كان نوعًا من “تحريرها” من بيئتها الأصلية.

🧭 التحليل:

• رغم أن صفية ليست شخصية رئيسية، إلا أن الإشارة إليها بهذه الطريقة تكرّس الصورة النمطية الاستشراقية: المسلم الطيب يكون ذلك الذي “يتغربن” أو يتعلم على يد الغربيين.

• الإسلام والثقافة العربية يظهران بشكل ضبابي أو دوني، ما يعكس تحاملًا ضمنيًا مأخوذًا من فكر الحقبة الاستعمارية البريطانية.

❗ غياب إرنيست والخلل السردي في نهاية الرواية:

شخصية إرنيست فرانكنشتاين هي الأخ الأوسط لفيكتور. وعلى عكس ويليام (الطفل الصغير الذي يُقتل) أو إليزابيث (التي تتزوج فيكتور قبل أن تُقتل)، لا يحظى إرنيست بالكثير من الأهمية في الرواية. بل إن الرواية تهمله تمامًا في نهايتها.

• بعد موت الأب ألبيرت فرانكنشتاين حزنًا، وانهيار فيكتور، لا تُذكر أي ردة فعل أو مصير لإرنيست، رغم أنه الوحيد المتبقي من العائلة.

• كذلك، بعد القبض على فيكتور بسبب جثة وجدها الناس على الشاطئ، واحتجازه في زنزانة انفرادية لفترة طويلة، لا يُذكر أن إرنيست زاره أو حتى أنه علم بمكانه.

• ثم يسافر فيكتور إلى القطب الشمالي لملاحقة الوحش، في مسار جنوني شبه انتحاري… دون أي ذكر لأخيه الباقي.

🧭 التحليل:

• هذا الإغفال يُعد ثغرة سردية واضحة، لأنه من غير المعقول أن لا يُذكر إرنيست بعد كل هذه الأحداث.

• قد يكون السبب أن ماري شيلي أرادت التركيز على ثنائية “الخالق والمخلوق”، لكنها بذلك ضحّت بالتماسك العائلي والإنساني في القصة.

• كما أنه يُضعف من النهاية المأساوية، حيث لا نعرف فعليًا ماذا حلّ بالناجين من الدمار الذي سببه الوحش.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق