بداية الرواية كانت مشوقة، حيث استيقظ حسن على خبر وفاة سارة، ومن هول الصدمة فرّ من مسرح الجريمة إلى صديقه سامي، ليبدأ من هناك استرجاع ما حدث قبل شهرين بطريقة “فلاش باك”.
السرد كان بالفصحى، بينما جاءت الحوارات بالعامية المصرية البسيطة، مما أضفى على الرواية طابعًا سلسًا.
وصف الأماكن والمشاهد، خاصة في الثلث الأول، كان جميلاً وحيًا، لكن هذا الزخم بدأ يضعف تدريجيًا مع تقدم الأحداث.
شخصية حسن بدت رمادية بامتياز، لا يمكن تصنيفها بسهولة: مرة يظهر كشخص غيور على تراث مصر وآثارها، وأخرى كطماع يسعى خلف المال، تارة يحاول الاستقامة من أجل خطيبته ومستقبله، وتارة يبدو متمسكًا بمبادئه.
أما صديقه سامي، فعشقه للآثار أعماه، فانقاد خلف الطمع حتى النهاية.
الخيانة بدت متأصلة في الشخصيات، مما يدفع للتساؤل: هل الطمع والرغبة السريعة في الثراء هما السبب؟
علاقة حسن بياسمين تأثرت كثيرًا بماضيه، وكأن وصمة الماضي كانت أثقل من أن تُنسى أو تُغفر بسهولة.
السرد في بعض المواضع بدا طويلًا ومملًا قليلًا، لا أعلم إن كان حقًا كذلك أم أن الترقب والتشويق هو من جعل الشعور بالملل يتسلل فجأة.
الانتقال بين المشاهد كان سريعًا أحيانًا ومربكًا، خصوصًا مع غياب العلامات الواضحة بين المشاهد، وأحيانًا وجودها. تمنيت لو قُسمت الرواية إلى فصول، لأن غياب التقسيم جعل من الصعب مواصلة القراءة بعد التوقف.
رغم أن التويست في النهاية كان متوقعًا، إلا أنه كُتب بشكل جميل.
لكن النهاية بدت غير متوازنة، إذ تم التركيز على العصابة وتُركت جريمة القتل دون إغلاق واضح.
أُقيّم الرواية بثلاثة نجوم، تقديرًا لوصف الثلث الأول، والفكرة العامة، وبناء الحبكة.
وأتمنى للكاتب عمر النجار كل التوفيق في أعماله القادمة.