رواية "جريـمة حياة"

لشيرين شحاتة Shereen Shehata

🖋هل سؤلت يوماً ماهي أصعب جرائم الحياة؟

وهل أيقن عقلك أن خلف كل صورة وكل باب حكاية مخالفة للصورة الظاهرة.

💬عمارة الوُجهاء، عمارة الألف وجه وإن كانت الأوجه القاطنة هذه البناية لا تتجاوز عدد أصابع اليدين،فخلف ذات الوجه يتستر العديد منهم والذي إن طفا أحدهم بطحالبه على السطح كان متوائم الملامح مع المبدل للتو .

في عمارة الوجهاء تسرد لنا شيرين شحاته مع يحدث خلف الأبواب، الجرائم الغير منظورة.

📑 أغمض عينك وتخيل معي أنك تصعد طابق طابق في عمارة الوُجهاء، فخلف كل باب داخل العمارة حكاية ممزوجة بالوجع لا تغرنك المظاهر..هناك حكايات يجب أن تُروي.. تعالي اصعد معي واطرق الباب الأول في مدخل العمارة ف هنا حارس العقار وأبنائه وكل فرد منهم يحتاج صفحات لسرد حكايته ياسين وربيع أبناء البواب الذين يمثلون الطبقة المهمشة، ياسين الذي تكفلت به سميحة وفتحت له أبواب الأمل صورة متناقضة من أخيه ربيع الذي يرى الحياة بصورة مختلفة

.. واصل معي الصعود واقرع الباب ستجد سيدة مُسنة"سميحة" تخلت عنها ابنتها في لحظة رحيل موجعة وجرح عميق للإثنين.. ظللتُ في حيرة طويلة مع من الحق الأم التي وقفت في طريق حب ابنتها.. ف اختارت الأبنة البتر والهروب .. أم الطرف التالت "إيهاب" وصدمة نهايته في الرواية لم تفرد الكاتبة له مساحة ف الحكاية لكنه كان محور تدهور العلاقة بين الأم والإبنة..

📂 واصل الصعود ياصديقي ف لم تنتهي الحكايات بعد.. افتح هذا الباب ستجد منير ووحيد ابنه.. الأبن الذي يحمل اسمه بمعناه وحيد. و الأب الذي غرق في وفاة زوجته وفراغ روحه وفقدانه وصراع مع ذاته في تفاعله مع ابنه فدفع الأبن الثمن وكان ضحية الأنفصال النفسي الذي عاناه الأب.. وهذا الجزء من الحكاية موجع للغاية

📂باب آخر داخل العمارة خلفه طفل يعاني من تأخر، النطق واختار الغزلة كوسيلة دفاع لنفسه وعقاب لأمه التي انفصلت عن والده الذي كان يمثل كل عالمه.. حتى في استسلامه لنهايته وكأنه لقي الراحة اللي دور عليها في الإستسلام للموت🥲

كنت شايفة انه الأب أناني هنا والأم كمان لانهم معرفوش يوصلو لحل وسط.. والأب لما اختار يمشي بتر ابنه من حياته فسقط وليد ضحية.

.

📂أما عن حكاية ماجدة وابنتها انجي فتلك حكاية اخرى عن مراهقة تطاردها الكوابيس بسبب سر مدفون داخلها..

ليس فقط هولاء هم أبطال الحكاية.. فهناك شخصيات كان في ظل كل حكاية ، لم تفسح لها الكاتبة تفاصيل الكتابة لكنهم كانوا محور في تحريك وبناء الأحداث.

في االحقيقة الكاتبة نجحت في رسم الشخصيات بكل أبعادها النفسية المعقدة، حتي في تنقلها بين الشخصيات كانت بارعة في رسم المشاهد الدرامي..عرفت تتسلل لكل شخصية بصورة واقعية.

ربُما هي ليست رواية جريمة بالمعني المتعارف عليه وإن هناك جريمة ستحدث، لكن الرواية تكلمت عن الجرائم التي نرتكبها نحن في حق نفسنا وحق ولادنا اهمالنا ليهم.. الخوف، الأنانية والخيانة...الضياع والأضطراب غير مدركين أننا نجر معانا ضحايا آخرين.

🔵 رواية ممتازة تستحق القراءة أكثر من مرة.

#جريمة_حياة

#شيرين_شحاتة

#جريمة_حياة_مع_فنجان_قهوة_وكتاب