وأنا بقلّب في تطبيق أبجد وقعت عيني تاني على اسم الكاتبة نهى داود، وقلت أجرب أقرأ روايتها "جريمة السيدة هـ" بعد ما كنت سمعتها زمان كدراما صوتية، لكن المرة دي التجربة كانت مختلفة تمامًا… أهدى، أعمق، وأكتر ألمًا!
من أول صفحة، الرواية بتاخدك في سكة باينة إنها جريمة قتل عادية… لكن الحقيقة إن دي مجرد الواجهة.
بتبدأ القصة بـ"هاجر" الموظفة العادية جدًا، اللي فجأة بتتحول لحلقة في سلسلة غامضة من الأحداث، ومع اكتشاف الجثة، تبدأ خيوط التحقيق تطلع لنا واحدة واحدة.
بس الكاتبة مش ناوية تمشيك في حبكة تقليدية… لأ، دي واخداك لمكان تاني خالص!
أكتر حاجة شدتني؟ إن الرواية مش بتركز على "مين القاتل؟" بس، لكن بتمسك بإيدك وتدخلك جوه الزنزانة… حرفيًا.
الكاتبة بتسلط الضوء على الحياة داخل الحبس، على الواقع الأليم اللي بتعيشه المتهمات، على التفاصيل اليومية اللي محدش بيفكر فيها… الألم، الوحدة، المهانة، والسقوط الإنساني الصامت.
وأكتر حاجة عجبتني في النسخة المقروءة؟ إنك بتاخد وقتك مع كل مشهد، كل جملة، وبتعيد قراءة الكلام اللي بيجرح. مفيش مؤثرات صوتية هنا، لكن في صوت داخلي بيصرخ من جوه السطور.
الرواية فيها:
تحقيق وجريمة ومتهمين ومحققين… بس بدون بهرجة ولا استعراض.
شخصيات مرسومة بإتقان، من أول هاجر لحد الزميلات في الحبس، وزميلات العمل والأقارب.
كتابة هادئة، لكن مش باردة… كتابة بتلسع.
آه، في بعض التفاصيل كان ممكن تتقدم بشكل مختلف، وفي أجزاء حسيت إنها كانت بتطول شوية، خصوصًا في استعراض بعض الجوانب النسائية، لكن ده ما يقللش أبدًا من قوة الرواية.
في النهاية؟
"جريمة السيدة هـ" مش رواية جريمة بس، دي مرآة بتعكس جزء خفي من المجتمع، من الظلم، من الصدمة اللي بتقلب حياة بني آدم.
نهى داود قدمت عمل متماسك، ناضج، وبيخبط في الضمير قبل ما يخبط في دماغك.
أنصح بقراءتها لأي حد بيحب الأدب الاجتماعي الممزوج بالغموض، ولأي حد عايز يشوف الحبس مش بس كمكان… لكن كحالة.
#أحمدمجدي