اسم العمل  : ميازما

الكاتب: هيثم موسى

هل يكون الظلم والقسوة والجهل اشد عذابا من الطاعون

رواية رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معني

الرواية مكتوبة بحرفية شديدة حتي انك تعتقد وانك تقرئاها انها رواية اجنبية وليست رواية عربية فكل تفاصيلها هي تفاصيل غربية من الأجواء والشخصيات والأماكن والاحداث

في البداية نتعرف عن معني كلمة ميازما وهي تعني  باللغة اليونانية (التلوث )

في فرنسا وتحديدا في مارسيليا تصاب المدينة بالطاعون والذي ينتقل لها عن طريق السفن التجارية

في مارسيليا المدينة التي سميت المدينة السفلية والقصر الحاكم الذي سمي المدينة العلوية تدور احداث الرواية  

نتعرف علي البطل ( دارتان) الفارس الشجاع الذي انقذ الحكام (اوغست دي لارون ) الا انه نتيجة اصابة في ذراعه نتيجة انقاذه للحاكم يبقي عليه في القصر نظير ما نقذه من الموت

نتعرف علي زوجته ميليسا وعلاقته المفطورة معه والتي تصل الي حد الكراهية

وكلي ديكارت ذلك الحكام الذي يتولي الحكم بعد والده ونعرف سر كره ديكارت لدارتان لانه انقذ والده من الموت وحرمه من السلطة التي يتعطش لها

وعن جوستاف ذلك الذئب او الكلب الذي يقلده ديكارت منصب حارس المدينة ويجعل دارتان مرؤوس تحت يده

وعن الكاهن باسيليوس قاسي القلب الجاهل والمتعطش الي السلطة ومستغل الدين للتحكم في اتباعه ومنهم  مليسيا زوجة دارتان

وديكارت الحكام المتغطرس المدلل ذلك الفارس الذي يعلق جميع النياشين وهو الذي لم يرفع سيفه في حرب واحده

وطريقة حكمة عن طريق في انه لا يمانع في ترك كلب اخر يرهب الخراف لتبقي في موضعها فتلك الخراف الضالة لربما تكون في النهاية تحتاج لنباح كلب اخر او بالأحرى لعواء ذئب جديد بالمدينة  

عن ذلك الطاعون الذي ينتشر في الهواء والاهوال التي تعرض لها سكان المدينة من الطاعون ونجد ان الكاتب قد نجح نجاح شديد في نقل أجواء المدينة وجعلنا نشعر بالم المصابين ونشمئز من الدمامل والدماء ونصاب بالرعب من  كمية الجثث والصراخ  ادخلنا الكاتب كابوس حي وجعلنا نشعر بان الهواء اصبح ملوث ونسمع ونري ما اصاب اهل المدينة

تتصاعد الاحداث لتصاب ماريا ابنة دارتان بالوباء ويذهب الي ديكارت لكي يتوسل ويتذلل اليه لكي يسمح له بان يأخذ جره من االتي بها الدواء وبعد توسل كثير يوافق ديكارت علي شرط ان يقوم دارتان  يحمل ابنته الي القصر لعبر بها السهول والصعود للتل الكبير فهل يستطيع دارتان ان يحمل ابنته في يده المصابة وعندما يسخر منه ديكارت يذهب الي ابنته وهو يتحسر وهو يراها تصارع الموت

الي يقوم الكاهن باسيليوس بشن حرب علي سكان المدينة العليا لمحاولة للاستحواذ علي السلطة

اجاد المؤلف في نقل أجواء العصور الوسطي وجاء تصويره اقرب للمشاهد السينمائية وخاصة في تشريح الجثث وشكل الدمامل وتشريحها ومشهد قتل المراة اليهودية وابنتها وقتل دارتان لهم قبل ان تلتهمهم النار

وكانت من المشاهد الصعبة هي مموت ميلسيا علي يد دارتان بعد اصابتها بسهم من النشابين في رقبتها

وكان وصف العلاقة الابوية بين دارتان وماريا من الجمال الذي لا يوصف  

الرواية رائعه جدا  والمجهود المبذول بها مجهود كبير جدا ونقطة التفوق للكاتب  لنقله للاجواء الكارثية والمشاهد الكابوسية