❞ بعض الكتب ليست إلّا مخالب وشفرات وطعنات تدخل إلى الصّميم وإلى الأعماق، تبدو أحياناً وكأنَّها رسالة شخصيَّة، من رجل يعرفك حقّ المعرفة، وكان طوال الأعوام الّتي مضت يراقبك عن كثب كأنَّه ضميرك المستتر، وفجأةً، حين تحسب أنَّك في منجى من الحساب،تصلك منه رسالة شخصيَّة، يفتح داخلها دفتر الحساب من أوّل صفحاته إلى آخرها، ويصفعك.

❞ ساقان: ساق في عفن الماضي ومستنقع أوهامه، وساق في لامسؤولية الابتذال والتّهريج والرّشوة الّتي تسترخص الإنسان!

‫ وكلتا السّاقين، يا أستاذ، من خشب!

‫ فإذا كان الأمر كذلك، فكيف نسير؟ ❝

بعض الفصول أعجبتني بشكل خاص استثنائي مثل فصلي"الرواية الشظية" "حكايات من بلدتنا لشاكر خصباك"

وساقان من خشب ل يوسف إدريس حيث لا مجال أن تمر مروراً عابراً دون أن يلتصق بروحك وذاكرتك شيئاً من جمال كتابتهما التي عبر عنها غسان كنفاني

ولأنني كنت أبحث عن هذا الكتاب منذ أن قرأت عنه بالصدفة فشعرت بحالة من السعادة تجتاحني حين وجدته حيث استطاع أن يجذبني إلى حالة من النشوة والاستغراق لم تصيبني منذ آخر كتاب حقيقي قرأته،إن كتاباته حية نابضة لا أشعر أن عجلات الدهر دهستها في دورتها بل إنها كالعطر الغالي الثمن كلما قدمت تعتقت،هناك صلة أو رابطة لاتنفصم بيننا فإنني في كل مرة أقرأ له ولو على سبيل التكرار والإعادة أكتشف شيئاً جديداً كان خافياً عليّ،إن حروفه وليست فقط كلماته لها رنين خاص بها لايشبهها أو يتجاوزها أحد...