1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية " جريمة في الحي اللاتيني"
3️⃣ التصنيف : جريمة ـ بوليسية
4️⃣ الكاتب : Ahmed Dwedar
5️⃣ الصفحات : 148 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : بيت الحكمة للثقافة - Baytelhekma
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐
ـ مع أولى قراءاتي للكاتب أحمد دويدار ، وقع اختياري على رواية "جريمة الحي اللاتيني" من ملفات سامح الصيرفي – الملف الأول..الصادرة عن بيت الحكمة للنشر والتوزيع ، للعام ٢٠٢٥ .
ـ في محاولة حثيثة منه للحاق برَكْب النجاح والتأثير الحاصل لكتّاب الجريمة والأدب البوليسي ، الذي يكون له وقعٌ خاصٌّ في نفوس القرّاء ، من حيث إدخالهم في جوٍّ من التشويق والإثارة والغموض ، من أول العمل إلى منتهاه ..
.. فيصلح أن يكون العمل المصنَّف بهذا التصنيف ملاذًا لكل قارئٍ فقد شغفه ، أو صاحبته انغلاقه وقتية .. كتب دويدار ملفات سامح الصيرفي ، فهل فعل ذلك ، وأدخلنا إلى عالمه البوليسي والغامض ، أم تركنا على الباب ، نهم بالذهاب؟
▪️ ملخص القصة:
ـ جريمة قتل حدثت في الحي اللاتيني بالإسكندرية ، لسيدة وابنتها الصغيرة .. في أجواء غامضة ، تُسند القضية للمقدم سامح الصرفي ، ذلك الذي يعيش ظروفاً صعبة بعد مقتل صديقه وطفلته على يد بعض المجرمين الذين أوقع بهم ، ولكن هو لها ..
ـ بعد معاينة مسرح الجريمة ، ورفع البصمات ، وإرسال الجثث للطب الشرعي ، واستجواب الزوج والسكان ، ومراجعة كاميرات العمارة ، اتضح أنه لم يدخل إليها ولم يخرج منها أحد ، فالقاتل من السكان إذًا ..
ـ فمن هم السكان؟
أولًا: المتهم الأول ، وهو زوجها الدكتور كامل ، ثم جارهم الدكتور أسامة ، ثم بقية السكان من الأول إلى الرابع ، ولكن الكاتب قدم ما يخرجهم من دائرة الشك تمامًا من أول وهلة.
ثانياً: بدأ الكاتب بالزوج ، وفي التعرف حول دوافعه لارتكاب الجريمة ، تنطلي مبدئيًا عليه التهمة ، بعد أن يعلم أن البنت ليست بنته ، وقبلها وثيقة تأمين على زوجته .. وفي لحظة يتم تفنيد ما استند عليه رئيس المباحث ويبرئ ذمته ..
ثم يهتدي إلى خيطٍ يدله على جارهم الدكتور أسامة ، ويأتي الكاتب بما يُثبت تورُّطه بذلك الجُرم تورطًا تامًّا ، لا فكاك من الإعدام بعد ثبوت التهمة عليه وإقامة الدليل الكامل.
ولكن تأتي النهاية مغايرة تمامًا ، حيث تنصب التهمة وتُثبت بالاعتراف على شخصٍ ثالث ومغايرٍ تمامًا .. !!
▪️اللغة والسرد والحوار:
لغة الكاتب عربية فصحى ، ولكنها من السهولة والبساطة بالقدر الذي يُوهم بعض القراء أنها ممزوجة بالعامية من ذلك ما يلي :
❞ أسامة يا معلم.
- ماله يا باشا؟ ❝
❞ - المعلم صلاح العبقري.
- سامح باشا نجم المديرية كلها. ❝
.. وربما يكون هذا العرض السلس البسيط من مميزات الرواية: في جانبها السريع والسلس والبسيط .. ومن عيوبها في جانب الإيهام المذكور .. ويأتي السرد والحوار متكافئين في العمل ، لا يَربو أحدهما على الآخر إلا نادرًا ، لكن كلاهما يتسم بالسرعة والسلاسة أيضًا.
▪️الحبكة :
ـ أما الحبكة في العمل ، فهي بسيطة غير معقدة ، لم يضعني الكاتب في جريمة معقَّدة التفاصيل ، أو متعددة الشخصيات أوكثيرة الشكوك .. فقد استطعت من البداية إبراء ذمة أول بريئين ، وحتى الشخصية الثالثة التي وقع عليها اختيار الكاتب لتكون القاتل/ة ، كان اختيارًا – من وجهة نظري – غريباً وبسيطًا للغاية ، ولا يحمل الدوافع الكاملة ، ولم أقتنع به لا من قريب ولا من بعيد.
ـ ربما ذلك من حظ الكاتب العثر ، أنني قرأت العمل بعد روايتين شديدتي التشويق والإثارة والمتعة والغموض ، للحد الذي أبهَراني ، وهو الأمر الذي افتقدته في رواية بوليسية كالتي بين أيدينا ، والتى يجب أن تقوم على هاتين الصفتين في المقام الأول.
▪️بعض الملاحظات الأخرىٰ:
ـ يحاول الكاتب إبراز شخصية سامح الصيرفي بأنه فارسٌ مغوار في ميدانه ، يأتي بما لم يستطعه الأوائل ؛ ولكن مع تقدُّم الورقات في العمل نجد أنه ضابطاً عادياً ، لا يُقدِّم تحليلًا فنيًّا مختلفاً أو عبقريًّا محترفاً ، يُوجِب له هذه المكانة .. ثم نراه يقلل من شأن مساعده الأول الرائد إيهاب ، ويُظهره بمظهر البليد ، وفي ذلك فقد نجح في الثانية وأخفق في الأولى.
ـ كذلك أَسند الكاتب إلى الدكتور أسامة مهنة "أستاذ التركيبات الكيميائية" في كلية العلوم – جامعة الإسكندرية ، وهو تخصص أول مرة أسمع به في هذا النطاق العلمي ، فإن قسم الكيمياء في أي جامعة كالتالي:
1. كيمياء خاصة
2. كيمياء مزدوجة
3. كيمياء حيوية
4. كيمياء صناعية / تطبيقية
5. كيمياء بيئية
6. كيمياء تحليلية
7. كيمياء فيزيائية
8. كيمياء غير عضوية
9. كيمياء عضوية
فما قسم التركيبات هذا ..، وأنتظر إجابة من الكاتب ….؟
ـ ومن الملاحظات الجذرية: كيف يخرج تقرير الطب الشرعي بعد ستة أشهر أو يزيد ، وبعد الحكم بالإعدام على المتهم؟ فيُغير من مجرى القضية تمامًا ويرفع الإدانة عن المتهم!
وهذا تفصيل مهم أغفله الكاتب أو طمسه ، إذ لو خرج التقرير مبكرًا كما هو معتاد وواجب في قضايا القتل ؛ لكان كفيلًا بحلّ القضية من أول وهلة ، وهو ما يُعدّ خللًا واضحًا في بنية العمل الدرامية والجنائية.
ـ من غير المتصور قانونًا أن تصدر المحكمة الجنائية حكمًا بالإعدام دون اكتمال ملف القضية، أو دون الاطلاع الكامل على تقرير الطب الشرعي.
وإذا افترضنا – جدلًا – وقوع مثل هذا الخلل، وظهور دليل مادي جديد يُثبت براءة المحكوم عليه، فإن النائب العام هو الجهة الوحيدة التي تملك سلطة تقديم طلب إعادة النظر ، دون سواه ، وفقًا لأحكام المادة 441 من قانون الإجراءات الجنائية."
#أبجد
#أحمد_دويــدار
#جريمة_في_الحي_اللاتيني
#مراجعــات_محمـــود_توغــان