في مذكرات الولد الشقي ستضحك حتى يخرم الضحك جنبيك ويخرج إلى فراغ غرفتك الضيقة، لكن ستُطعن خرافة "الزمن الجميل" و "أيام ما كان الخير مالي البيوت" في مقتل، وأن الحقيقة أن الدنيا كانت نكدًا على طول خط الزمان، غير أن الحظ قد يصفق لأحدهم ويتمخط في وجه آخر!
بل ستشعر أنك في هذا الوقت من الدهر، استطعت أن تتحدّث عن العنف والاضطرابات والأمراض والأسى والحزن الأسود بمنتهى الحرية، غير أن هذا كله كان من الذكريات والفهلوة والضحك والحكاوي على المصاطب والغرز إن تيسر لك صاغ ولا اثنين لنفسين من الحشيش!
وعلى كامل اعتراضي على هذا العبث كله -والذي يُقره محمود السعدني لكنها تظل حياته التي يحبها كما هي-، ارتأى لي كم أن الأجيال التي سبقتنا وسبقت من سبقتنا إلى بداية تنكد العيش وزحف الغم ع القلوب مساكين مثلنا تمام وربما أكثر، على الأقل لنا وفرٌ كبير من الدين والمعرفة والوعي لم يكن في حسبان هذه الأجيال!
وحقيقة أخرى أن الموهوبين لهم كامل الحظ من التعاسة وانغلاق الأبواب!