‏ Couchsurfing،

مغامرة بس بصراحة، فكرة إني أنام على كنبة حدا غريب ولسه أتوقع منه يعزمني على الفطور، شوي صعبة. يعني تدخل بيت ناس ما بتعرفهم، تعيش معهم، وتصير فجأة فرد من العيلة؟ يمكن تجربة حلوة، بس مش متأكدة إذا عندي الجرأة إلها.

“مسافر الكنبة في إيران” لعمرو بدوي، شدني من عنوانه، وحبيت أستكشف كيف الناس بتعيش هيك مغامرات. الكتاب ممتع وخفيف، وبيحكي عن تجربة الكاتب بالسفر لإيران بهالطريقة، وبصراحة، حبيييت القصص الحلوة اللي عاشها. إيران اللي شفتها بعيونه غير إيران اللي بنسمع عنها، ناس طيبين، ضيافة كريمة، وأكل بيخليك تفكر تسافر بس عشان تجربه.

عجبني كيف الكاتب كان راكب حافلة، والراجل اللي جنبه فجأة فتح سندويشته وعرض عليه يشاركه فيها، بكل بساطة وكأنه صاحبه من سنين. أو لما جرب سوهان لأول مرة وقال: “مستحيل يكون فيه كمية زبدة أكتر من هيك بأي حلوى بالعالم”، وبدأ يقارن بين أنواع الحلويات الإيرانية ويبحث عن أفضلها.

كمان شي كتير حلو هو أبراج التهوية التقليدية الموجودة في البيوت القديمة في مدينة يزد، بتشتغل بطريقة عبقرية لتبريد البيوت بدون أي كهرباء. ببساطة، هاي الأبراج بتلتقط النسيم وبتحوله لداخل البيت، وكأنه مكيف طبيعي، لدرجة إنه حتى بالصيف الحار، البيوت بتظل باردة من جوه! شغلة مش معروفة عند الكل، وبتخليك تفكر اديه العمارة القديمة كانت ذكية.

اللي عجبني إنه مش مجرد كتاب عن السفر، هو دعوة لتغيير نظرتنا للعالم. السفر مش بس أماكن وصور، السفر هو الناس، القصص، والمواقف اللي بتكسر الأحكام المسبقة. بس خليني أحكي الصراحة، الكاتب بحاول يقنعنا إنه السفر مش مكلف، وأنا هون عندي تحفظ ع هاي المنهجية.

فكرة إنك تروح على بلد غريب وتعتمد على إنه الناس تستضيفك وتأكلك وتحكيلك “خذ راحتك كأنك في بيتك”، هاي الفكرة صعب أتقبلها 100%.

الكتاب مناسب لأي حدا بحب أدب الرحلات، أو عنده فضول يعرف إيران من منظور غير اللي تعودنا عليه.