أوليفر تويست > مراجعات رواية أوليفر تويست > مراجعة Rudina K Yasin

أوليفر تويست - تشارلز ديكنز
أبلغوني عند توفره

أوليفر تويست

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب الثامن والثلاثون/ 2024

حياة اولبفر توست Oliver Twist

تشارلز ديكنز Charles J Dickens)

إن الكثيرين ممن أبلاهم الجوع ليغمضون أعينهم في شرارعنا العارية، في أمثال هذه المناسبات.*

وهم، مهما تكن الجرائم التي إقترفوها، أعجر من أن يفتحوها على عالم أشد قسوة وغلظة.

* كان الليل قارس البرد، وكان الثلج يكسر الأرض متجمدا في قشرة قاسية كثيفة جعلت أكداسة التي سيقت إلى الزوايا والطرق الفرعية تتأثر هي وحدها بالريح العاتية التي زأرت خارج الأبواب

تعرض الرواية البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها أوليفر التي تشجع السرقة والرذيلة، ويبقى يُكافح ليعثر على هويته ويرتقي فوق ظروفه البائسة لأنه من الطبقة الدني

عندما كتب تشارلز ديكنز أوليفر تويست في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كانت الجريمة مشكلة كبيرة في لندن. ولتسليط الضوء على هذه المشكلة، اهتم تشارلز ديكنز بالقارئ واستخدم أساليب أدبية مختلفة ليكون أكثر تأثيرا وأكثر إنفاذا في توصيل رسالته الأدبية تجاه مجتمعه. فقد استخدم الرمزية الأدبية لاستحضار مجموعة من المعاني الإضافية ذات الأهمية في توصيل المعنى المنشود. وكان هدفه الأساسي هو جذب انتباه القارئ إلى تصور المعنى لما ينوي إيصاله عن الأفراد الأبرياء أو الأشرار في رواية Oliver Twist، وكان للرمزية القدرة على تحفيز القارئ على استنباط المعاني الأكثر عمقًا، والتي أثرت الرواية من خلال تقديم تلميحات عن تطور أحداث الرواية...

الرواية باختلاف طبعاتها سواء المختصرة او الكاملة الا انها مميزة لانها تحوي على فترة مهمة من الظلام .في إصلاحية للأحداث، حيث يُولد فيها طفل هزيل لأم أُجبرت على المسير لمسافات طويلة، وهو ما علمه هذا الطفل الذي نجا من الموت بعد ولادته بأعجوبة،.

الطفل الصغير الذي عاش ضحية مجتمعه الفاسد فكافح المصاعب وتحمل المشقات ولكن القدر كان اقوى منه فأوقعه في أيدي جماعة من اللصوص لتستخدمه في تحقيق أغراضها الشريرة ولكن الخير أقوى من الشر

ولابد لهذا الصغير أن يتحرر وينتصر على المؤامرات ليستقبل من جديد الحياة بوجه جديد وإرادة صلبة وليعيش حراً شريفاً ، تبدأ أحداث القصة في إصلاحية حقيرة للأحداث عندما ولدت امرأة طفلاً هزيل شاحب اللون يتأرجح بين العالم والعالم الأخر ، وبعد ان أبدى الصغير تمسكه بالحياة وفي اللحظة التي وُضع فيها بين يدي أمه أُعلن مفارقتها الحياة.

هكذا كانت ولادة أوليفر بطل روايتنا ليكبر في الاصلاحية جاهلاً اي شيء ع والديه عدا ما قالته الممرضات العجائز عن أمه أنها سارت مسافة طويلة كي تصل حيث ولدته وكان طبيعياً ان يولد هزيلاً شاحب اللون نحيلاً جداً وأقل من متوسط الطول في ظل سوء التغذية هذا الى جانب كونه يتميما حقيرا في نظر مسؤولي الإصلاحية يعامل بمهانة ويضرب هو وأقرانه إذا اشتكوا الجوع كما أنه درب نفسه على استدعاء دموعه عند الحاجة في ظل معاملة الكبار القاسية

كما واجه هو ورفاقه نظاماً يجبرهم على العمل مقابل ثلاث وجبات بسيطة جدا من الطعام تبقيهم على قيد الحياة لا تزيد عن حساء خفيف يومياً مع بصلة مرتين في الأسبوع ونصف كعكة في أيام الاحد تجعل الواحد منهم يفكر في أكل رفيقه النائم بجواره

في أحد الليالي اختير أوليفر نيابة عن رفاقه لطلب المزيد من الطعام ولكه ضُرب بعنف أمام الجميع وعومل بقسوة لجرأته تلك ثم تم سجنه في اليوم التالي، علقت لافتة على الباب تعلن مكافأة قيمتها خمسة جنيهات لمن يأخذ أوليفر تويست من الإصلاحية للتخلص منه بشكل قانوني أغتبط السيد بامبل المسؤول في الاصلاحية عندما جاءه الحنوتي سوريري ليأخذ اوليفر للعمل معه كان سوريري رجلاً طويلاً ونحيلاً يرتدي بدلة سوداء مهترئة

في الوقت نفسه كان متعهد نقل الموتى من الاصلاحية وكان راضياً في كون أجساد أولئك الموتى ضئيلة بسبب الجوع فلا تكلفه خشباً كثيراً من أجل تواتيبهم أهى السيد بامبل إجراءات خروج أوليفر بين توابيت الموتى في ليلته الاولى عند الحانوتي ولم تكن معاملة أوليفر في بيت الحانوتي بأفضل من الاصلاحية سواء من الحانوتي او من زوجته او من قبل نوح كلايبول وشارلوت اللذين يعملا مع الحانوتي وإثر مشادة بين أوليفر ونوح الذي تعمد إهانة أوليفر وضربه، فر في فجر اليوم التالي الى لندن التي تبعد حوالي 70 ميلاً ليعيش حياة ثاية مليئة بالاحداث والمفارقات ولتنقلب به الاحوال اعتماداً على ميول وطباع من التقى بهم

يتعرف اوليفر وهو في طريقه الى لندن على جاك دوكنز الذي يعرفه بدوره على فاغن اليهودي العجوز البخيل ذي الوجه الشرير وشعره الاحمر الكثيف وشيئاً فشيئاً يكتشف اوليفر انه وقع بين براثن عصابة تستغل الأطفال في سرقة المارة وتمارس اعمالاً إجراميه بقيادة العجوز ويشاهد تدريبهم في كيفيه سرقة علب التبغ وكتب الجيب ودبابيس القمصان ومناديل الجيب وغيرها

ثم دفعوه على محكاتهم في التدريب وأوحى إليه فاغن انه بعمله هذا سيكون من العظماء وظل أوليفر يسأل نفسه، كيف سرقة جيب رجل عجوز تجعل منه عظيماً! كما تعرف أوليفر على فتاتين بت ونانسي وكان لنانسي دورا كبيراً في مجريات حياته إذ كثيراً ما ساعدته وأشفقت عليه وكثيراً ما تعرضت للعقاب بسببه

ومع أول عملية سرقة في الطريق يخرج فيها أوليفر مع اثنين منن الصبية لحساب فاغن ويشارك اوليفر كمراقب تحدث مفاجأة غير متوقعة تجعل الجميع يبتعد عن المنطقة بأسرع مما يتطلب الامر بما فيهم أوليفر ونظراً لقلة خبرته في مثل هذه الأحداث فقد اعتقد الشرطي أنه اللص فيقبض عليه بعد ان يجرحه وعندما يفتشه ولا يجد معه شيئا من المسروقات ورغم ذلك حكم على أوليفر بالسجن ثلاثة اشهر لولا شهادة صاحب المكتبة الذي رأى كل شيء وجاء الى المحكمة طواعية ليشهد ببراءة اوليفر قبل تنفيذ الحكم.

هذه الأحداث جعلت السيد براون لو الرجل الطيب الذي تعرض للسرقة يشفق على أوليفر الجريح والمنهك والمهان فيأخذه معه الى مسكنه للعناية به وعندما استيقظ أوليفر بعد مدة طويلة ورغم العناية الفائقة إلا أنه كان يعانى من الانهاك والضعف وأحس أوليفر بعد ثلاثة أيام بالسعادة لأنه ينتمي الى هذا العالم من جديد ولأن أثار الحمى بدأت تفارقه

بعد ان استمع السيد براون الى قصته اشفق عليه وأبقاه تحت رعايته لكن يد الحظ التي ابتسمت الى اوليفر لم تدم طويلاً فقد كانت أعين العصابة تبحث عنه لإعادته الى الحظيرة ونجحت العصابة في خطفه عندما كان في مهمة للسيد براون لو ثم سلبت ما بحوزته من نقود وأشياء تخص السيد براون وبعد ان سدت عليه طريق العودة في ظل معاملة قاسية أجبر أوليفر من جديد على المشاركة في عملية سطو على أحد المنازل وفيها تم إدخاله لصغر حجمه من أحد الفتحات لفتح الباب الرئيسي ومن ثم سرقة المنزل بواسطة أفراد العصابة وتفشل العملية ليدفع ثمنها وعاقبتها أوليفر أيضاً

أدرك أوليفر أن عملية السطو فشلت وأنه أصيب وأغمي عليه وقد تم نقله إلى البيت الذي حاولوا سرقته عوضاً أن يوشوا به إلى الشرطة فإنهم مدوا إليه يد العطف والحنان لما رأوا فيه من بؤس وضعف ظاهر على وجهه وبدنه وامتدت هذه الرحمة لمدة ثلاث أشهر حتى أصبح أوليفر عضواً شديد الالتصاق ومحبوب جداً من العائلة

وهنا في هذا البيت المجلل بالرحمة يكتشف أوليفر حقيقة أمه وأن له أخاً من أبيه أكبر منه يدعى مونكس وأن أخاه ما هو إلا ذاك المجرم الذي ينتمي الى عصابة اليهودي فاغن، تلك العصابة التي ارتكبت الموبقات والقتل ووقعت مؤخراً في يد العدالة لتنال جزاءها ، ساهم براون لو وأخرون في كشف اللثام عن حقيقة أوليفر، حيث اكتشف ان والده كان رجلاً ميسور الحال وأنه وقع في حب أمه التي توفى والدها في ذاك الوقت وكان أوليفر هو ثمرة ذاك الحب واستطاع السيد براون لو ارجاع جزء من إرث أوليفر الذي بات سعيداً بحياته الجديدة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق