لطالما اكتسبت النسوية سمعة سيئة بوصفها حركة تسعى لترسيخ العداء تجاه الرجل، لكن تؤكد المنظرة النسوية بيل هوكس _مثل أي نسوية عقلانية معتدلة_ أن الغرض من نشأة هذه الحركة هي حصول المرأة على حقوق مساوية للرجل بعيدًا عن أي تحيز جنسي.

ومن هنا تؤكد أن النسوية لا يمكن أن تقتصر فقط على النساء ولن تنجح من دون إيمان الرجل بها.

كما أن الذكورية لا يحتكرها الرجال فقط، هناك نساء ذكوريات أكثر من الذكور نفسهم، ولهذا السبب نجد شوكة الذكورية ما تزال قوية وصامدة حتى في المجتمعات المتحضرة.

تنتقد هوكس النخبوية النسوية التي انتشرت في السبعينيات في أمريكا بين بعض النساء من ذوات البشرة البيضاء والأكاديميات اللاتي كن يطالبن بالمساوة مع الرجل في الحقوق، لكنهن كن يظلمن بنات جنسهن من ذوات البشرة السوداء أو الفقيرات العاملات في مهن خدمية. كذلك أشارت إلى احتكار النساء البيض الأغنياء لمصطلح النسوية لعدة سنوات.

يعرض الكتاب أيضاً كيف ساهمت الرأسمالية في محاربة الفكر النسوي، من خلال تعزيز حملات إعلانية تؤكد أهمية مساحيق التجميل للمرأة، كذلك رفع أسعار الملابس النسائية العادية مقارنة بالرجالية وكأن الأمر بمثابة معاقبة المرأة التي تختار زي عادي ولا تتبع موضة بعينها.

وكما كان الحال في أمريكا نجد أن في مجتمعنا المصري تواجه النسوية جحود كبير حتى من النساء المتعلمات والعاملات اللاتي نسين أو تناسين أنه لولا الحركة النسوية في مصر لما تعلمت الواحدة منهن تعليم عالي يُمَكنهن من العمل إلى جانب الرجال والحصول على بعض الحقوق التي كانت محجوبة عنهن. ربما لأن الانسان اعتاد على إهمال البديهيات والأمور المسلم بها، لكننا جميعاً نساءًا ورجالا ندين للنسوية بالكثير، شاء من شاء وأبى من أبى.

كما تميل بعض النساء الأثرياء في المجتمع المصري واللاتي يفعلن ما يحلوا لهن _بعيدًا عن السلطة الذكورية_ إلى محاربة الفكر النسوي رغم أنهن مستفيدات من هذه الحركة، لكنهن لا يرغبن في أن تتمتع جميع النساء بهذا الأمتياز، على اعتبار أن الحرية في طريقة الحياة هي حكر على الأغنياء فقط.

تقييمي: ⭐⭐⭐⭐

اقتباسات:

"طالما أن النساء يستخدمن القوة الطبقية أو العرقية للسيطرة على النساء الأخريات، لا يمكن تحقيق الأختية النسوية بالكامل"

#نسوية_للجميع

#مراجعة_كتاب #بيل_هوكس #كتاب_من_مكتبتي #اقرأ #اقتباسات #كتاب #النسوية #نوال_السعداوي #سيمون_دي_بوفوار #تشيماماندا_نغوزي_أديتشي #تصويري